السراج “لم يتواصل” مع حفتر.. المتحدث باسم رئيس الحكومة الليبية ينفي تقديم عرض للجنرال المتقاعد

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/22 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/22 الساعة 13:45 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل مع خليفة حفتر وفايز السراج/رويترز

نفت الحكومة الليبية المُعترف بها دولياً، اليوم الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، أنباء تحدثت عن "رسالة" من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج إلى اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، يعرض عليه فيها ترشيح رئيس للحكومة.

حيث قال الناطق باسم رئيس المجلس الرئاسي للحكومة غالب الزقلعي، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية على "تويتر": "ننفي بشكل قاطع ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول تحميل رئيس المجلس الرئاسي رسالة لوزير الخارجية الإيطالي مفادها حول تكليف رئيس وزراء يسميه خليفة حفتر".

ودعا "الزقلعي" وسائل الإعلام إلى تحري الدقة فيما تنشره، دون تفاصيل أخرى.

وكانت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية قد زعمت في وقت سابق، أن السراج عرض على حفتر، عبر رسالة نقلها وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو، ترشيح رئيس الحكومة.

وتأتي هذه التطورات في ضوء إعلان البعثة الأممية، يوم الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2020، تشكيل لجنة قانونية من أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي، تمهيداً للانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول 2021.

ويعقد ملتقى الحوار السياسي الليبي اجتماعات منذ أكثر من شهر، بهدف للتوصل إلى تسوية تنهي الانقسام السياسي والمؤسساتي المستمر في ليبيا، واختيار السلطة التنفيذية.

الحوار الليبي مُهدَّد بالفشل

لكنّ مراقبين يرون أن تلويح أعضاء من لجنة الحوار بالانسحاب من جلسات الملتقى، يهدد بنسف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة برمتها، بالتزامن مع التحركات العسكرية لقوات خليفة حفتر.

ففي 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري، هدّد 30 عضواً من ملتقى الحوار السياسي بالانسحاب من الحوار، متهمين بعثة الأمم المتحدة بـ"تصميم" مناصب لأشخاص مُحدّدين، في إشارة إلى عقيلة صالح، رئيس مجلس نواب طبرق الموالي لحفتر.

وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي فرج دردور، في تصريحات لوكالة الأناضول: "لا توجد عملية سياسية في الأساس، وإنما إدارة لفوضى يستغلها الجميع للقفز على السلطة، منها طرف عسكري يقوده حفتر، وأطراف تريد المحصاصة بعيداً عن الديمقراطية".

والبعثة الأممية، وفقاً لـ"دردور"، تحاول إيجاد قواسم مشتركة بين "هذه الفوضى لتخرج منها بذرة ديمقراطية"، مؤكداً أن "المحاصصة ستوّلد فشلاً إضافياً، ولن تؤدي إلى أي حل للأزمة أو تحسين حال المواطن"، مُحذّراً من أنه إذا "اختل التوازن فسوف تندلع حرب جديدة"، حسب قوله.

ومنذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رصدت قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس عدة تحركات لقوات حفتر، بالقرب من خطوط التماس، خاصة في محافظتي سرت (450 كلم شرق طرابلس) والجفرة (650 كلم جنوب شرق طرابلس) والجنوب.

من جهته، ذكر الناطق باسم "غرفة عمليات تحرير سرت- الجفرة" التابعة لجيش حكومة طرابلس، الهادي دراه، للأناضول، أن "طائرة شحن عسكرية روسية هبطت في قاعدة القرضابية بسرت، بالإضافة لرصدنا رتلاً مسلحاً يضم 6 سيارات من نوع تايغر، و17 سيارة مسلحة، وشاحنتين محملتين بالذخائر توجهت من الجفرة إلى الجنوب".

و"هذا التحشيد يدل دلالة واضحة على أن ميليشيات حفتر لا تريد الاستقرار في ليبيا، بل تريد الحرب، ليصل (الجنرال) المتمرد إلى السلطة"، يقول دراه.

وتعاني ليبيا منذ سنوات انقساماً في الأجسام التشريعية والتنفيذية، ما نتج عنه نزاع مسلح، أودى بحياة مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.

تحميل المزيد