أجبروها على الزواج بشخص مسنٍّ.. تحرير “خادمة بيوت” برازيلية تعرضت للاستعباد منذ 40 عاماً

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/22 الساعة 17:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/22 الساعة 17:18 بتوقيت غرينتش
خادمة برازيلية صورة تعبيرية

تمكنت حملة برازيلية مخصصة لمناهضة الخدمة المنزلية الاستعبادية، من إنقاذ سيدة برازيلية تبلغ من العمر 46 عاماً، تم استغلالها لما يقرب من أربعة عقود كعاملة بيوت، ومورست عليها ممارساتٌ أقرب للعبودية، كما أنها أجبرت على الزواج أيضاً، فقد تم العثور عليها بشقة في بلدية باتوس دي ميناس بولاية ميناس جرايس جنوب شرقي البلاد. 

وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن مفتشي هيئة الرقابة على العمالة أكدوا أن هذه السيدة البرازيلية عملت عند هذه الأسرة معظم حياتها بلا أجر أو أي إجازة.

عقوبات في حق الأستاذ 

حسب ما يؤكده المفتشون، فإن هذه السيدة ارتمت في حضن هذه الأسرة منذ أن كانت طفلة في الثامنة من عمرها، إذ سلمها والدها للأستاذ الجامعي، الذي منحها بدوره لوالدته من أجل تربيتها.

إذ قال هامبرتو كاماسمي، المفتش المسؤول عن عملية الإنقاذ، لوكالة تومسون رويترز: "كانوا يقدمون لها الطعام حين تكون جائعة، لكن جميع حقوقها الأخرى سُلبت منها".

لم يُكشف عن اسم السيدة؛ لحماية هويتها.

وقال محامٍ يمثل عائلة الأستاذ الجامعي، إنهم أدينوا قبل النظر في قضيتهم بالمحكمة. فيما قال متحدث باسم جامعة Unipam، إن الجامعة أوقفت الأستاذ الجامعي وإنه "يجري اتخاذ الإجراءات القانونية كافة".

في الاتجاه نفسه، قال المدعون بهيئة رقابة العمل، إنهم حاولوا إبرام اتفاق مع الأسرة لدفع تعويض للضحية. وإذا وجه المدعون الجنائيون إلى الأسرة اتهامات استعباد العمالة وأُدينوا في المحكمة، فسيواجه الأستاذ الجامعي عقوبة تصل إلى ثماني سنوات في السجن.

أجبرت على الزواج برجل مسنٍّ

حسب ما أورده التقرير، فإن جيران هذه العائلة أبلغوا السلطات بأمر السيدة بعد أن أرسلت إليهم تطلب شراء مواد غذائية ومنتجات نظافة، لأنها لا تملك المال، وفقاً لمفتشي رقابة العمل.

كما قالت السلطات إنه أثناء أسر هذه السيدة، أُجبرت على الزواج بقريب مسنٍّ للعائلة؛ لتستمر الأسرة في تلقي معاشه التقاعدي بعد وفاته.

بعد إنقاذها في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني، نُقلت السيدة إلى مركز لتلقي المساعدة من أطباء نفسيين وخبراء اجتماعيين. وقال المسؤولون إنهم يحاولون لمّ شمل السيدة بأسرتها البيولوجية.

جبر الضرر

تتلقى السيدة الآن معاشاً تقاعدياً شهرياً تبلغ قيمته نحو 8000 ريال برازيلي (1560 دولاراً)، وهو أعلى سبع مرات من الحد الأدنى للأجور في البرازيل، وفقاً لمفتش رقابة العمل كاماسمي.

المتحدث ذاته صرح قائلاً: "لم تكن تعرف ما هو الحد الأدنى للأجور. وتتعلم الآن طريقة استخدام بطاقة الائتمان. وهي تعلم أنها ستحصل كل شهر على مبلغ كبير (من المعاش التقاعدي)".

يقول مسؤولون إنه من الصعب تحديد حالات العبودية المنزلية في البرازيل ومعالجتها، لأن الضحايا نادراً ما يعتبرون أنفسهم عبيد العصر الحديث. فمن بين 3513 عاملاً عُثر عليهم في ظروف شبيهة بالعبودية بين عامي 2017 و2019، كان 21 منهم فقط في الخدمة المنزلية.

تحميل المزيد