قال المعارض الروسي أليكسي نافالني، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، إنه استطاع خداع عميل للمخابرات الروسية، ليكشف له عبر اتصال هاتفي، تفاصيل المحاولة الفاشلة لقتله، التي قال إنها تمت "عبر وضع سُم في ملابسه الداخلية".
ونُقل نافالني، وهو من أبرز منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جواً إلى ألمانيا؛ للعلاج في أغسطس/آب 2020، بعد انهياره في طائرة بروسيا، حيث قالت ألمانيا إنه تعرض للتسميم بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" المصنَّع بالطريقة السوفييتية؛ في محاولة لاغتياله، في حين ما زالت موسكو تنفي مسؤوليتها عن الحادثة.
وأعلن نافالني حل قضية تسميمه في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قال تحقيق إعلامي مشترك إنه حدد فريق اغتيال تابعاً لجهاز المخابرات الروسي "إف.إس.بي".
وقال نافالني في تسجيل فيديو نشره على موقعه الإلكتروني، الإثنين، إنه اتصل هاتفياً بأحد من يزعم أنهم حاولوا قتله، قبل نشر التحقيق المشترك، منتحلاً شخصية مساعد للأمين العام لمجلس الأمن الروسي.
وتحدث معه رجل قال نافالني إنه من العاملين بجهاز المخابرات الروسي، لمدة 49 دقيقة، وقال إنه بدا من المشاركين في فريق التصفية. ونشر نافالني تسجيلاً ونصاً مكتوباً للحوار.
ولم يتسنَّ لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل، من حدوث الاتصال الهاتفي أو من هوية المتحدث مع نافالني.
في التسجيل سُمع نافالني يسأل المتحدث: "لماذا لم ينجح الأمر"، حيث رد الصوت قائلاً: "حسناً، لقد سألت نفسي هذا السؤال أكثر من مرة".
وعن الطريقة التي اعتُمدت للاغتيال، قال الصوت إنها تمت "عبر وضع سُم في ملابس نافالني الداخلية".
وردَّ على سؤال عن سبب نجاة نافالني، قائلاً: "ربما، لأن الطائرة التي كان يستقلها نافالني هبطت اضطرارياً، وجرى التعامل معه بشكل مهني وسريع من قبل المسعفين الروس"، وأضاف الصوت: "لو طال الأمر قليلاً لكان من المحتمل أن ينتهي بشكل مختلف".
ويقضي نافالني فترة نقاهة في ألمانيا، لكنه قال إنه ينوي العودة إلى روسيا في موعد لم يكشف عنه.
محاولة تسميم ثانية
فيما قالت صحيفة The Times البريطانية، السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الكرملين حاول تسميم المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، لمرةٍ ثانية، بعد فشل محاولة الاغتيال الأولى، التي أدت إلى تدهور حالة نافالي ونقله لألمانيا للعلاج، في الوقت الذي تنفي فيه موسكو علاقتها بالحادثة.
بحسب ما أوردته الصحيفة البريطانية، فإن مصادر استخباراتية غربية أخبرتها بأن نافالني قد أُعطي جرعةً ثانية من السم قبل نقله جواً إلى برلين؛ لتلقى مزيد من العلاج.
موسكو تنفي علاقتها
من جانبها، نفت موسكو أي تورط لها، وذلك على الرغم من التقارير المتواردة من محققين ألمان و"المنظمة الحكومية الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية" (OPCW)، عن استخدامها لتلك المادة.
فقد اتهم الوفد الروسي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألمانيا وحلفاءها بإطلاق "حملة تضليل دعائي جماعية ضد روسيا"، كما رفض الكرملين إدانات لمحاولة الاغتيال، وأشار بدلاً من ذلك إلى أن نافالني تعرّض للتسميم بغاز "نوفيتشوك" السوفييتي المطور بعد وصوله إلى ألمانيا.