أثار عدم تلقي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب لقاح فيروس كورونا تساؤلات لدى البعض، خاصة أن ثقة الأمريكيين في المؤسسات وصلت لمستويات متدنية، كما ذكر موقع "أكسيوس" (Axios) الأمريكي.
إلا أن صحيفة The Independent البريطانية أشارت لتصريحات الطبيب العام الأمريكي، جيروم آدامز، التي قال فيها إن ترامب لم يتلقَّ اللقاح حتى الآن لـ"سبب طبي" يتعلق بعلاج الأجسام المضادة التجريبية التي تلقاها أثناء تعافيه من فيروس كورونا سابقاً.
وجاءت تصريحات الطبيب العام الأمريكي ضمن حديثه إلى برنامج Face the Nation الذي بثته قناة CBS News الأمريكية يوم الأحد 20 ديسمبر/كانون الأول، وذلك عندما سألته المذيعة مارجريت برينان عن سبب عدم تحديد موعد لتلقي الرئيس ترامب للقاح حتى الآن.
وقال آدامز: "من وجهة نظر علمية، أذكّر الناس بأن الرئيس كان قد أصيب بفيروس كورونا خلال الـ 90 يوماً الماضية".
ومع ذلك، فقد أشارت برينان إلى أن وجود أجسام مضادة لا يجعل الشخص محصناً من فيروس كورونا، إلا أن الطبيب العام ردَّ بأن العلاج الذي تلقاه ترامب عندما أصيب بفيروس كورونا في أكتوبر/تشرين الأول هو السبب وراء عدم تطعيمه بعد.
وأوضح آدامز، قائلاً: "لقد تلقى أجساماً مضادة أحادية النسيلة، وهذا في الواقع أحد السيناريوهات التي نقول معها للناس: ربما يجب التأخر في الحصول على لقاح".
ثم لفت آدامز إلى أنه إذا خضع شخص ما لهذا العلاج، فإنه يوصي بضرورة التحدث إلى "مقدم الرعاية الصحية لمعرفة الوقت المناسب" لتلقي اللقاح.
وأضاف آدامز في إشارة إلى حالة الرئيس ترامب: "بعيداً عن السياسة، هناك سبب طبي" وراء تأخر حصوله على اللقاح.
كان الرئيس ترامب قد خضع للعلاج من إصابته بفيروس كورونا في مركز والتر ريد الطبي لمدة ثلاثة أيام في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تلقى العلاج التجريبي بالأجسام المضادة أحادية النسيلة من شركة "ريجينيرون" Regeneron Pharmaceuticals للتكنولوجيا الحيوية.
وكان الدكتور آدامز ونائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، وزوجته كارين بنس، قد تلقوا لقاح كورونا، الذي طورته شركتا "فايزر" Pfizer و"بيونتيك" BioNTech، على الهواء مباشرة يوم الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول للترويج لسلامته وفاعليته للأمريكيين.
كما أنه من المقرر أن يتلقى الرئيس المنتخب جو بايدن وزوجته السيدة الأولى، جيل بايدن، الجرعات الأولى من اللقاح يوم الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول. ومع ذلك لم يُحدَّد موعد حتى الآن لتلقي ترامب اللقاح الذي صدَّقت "إدارة الغذاء والدواء الأمريكية" (FDA) على استخدامه في وقت سابق من هذا الشهر.
لغط بشأن موقف وموعد تلقي ترامب للقاح كورونا
يُشار إلى أن ترامب قال يوم الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول، إنه لا يخطط للحصول على اللقاح في أقرب وقتٍ ممكن، مضيفاً أنه ينبغي على موظفي البيت الأبيض فعل الشيء نفسه ما لم يكن تحصينهم "ضرورياً جداً".
لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، برايان مورغينسترن، صرّح سابقاً بأن ترامب لا يزال على استعداد لأخذ لقاح معتمد حديثاً للوقاية من كوفيد-19. وأضاف أن ترامب سيقدم على هذه الخطوة "عندما يحين الوقت المناسب (دون تحديد)".
وفي إفادة موجزة بالبيت الأبيض، يوم الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كايلي ماكناني، إن ترامب سيشجع الأمريكيين على أخذ لقاحات كورونا، وسيتلقى اللقاح بنفسه بمجرد أن يقرر فريقه الطبي أنه الأفضل.
من جهة أخرى، كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد أصدرت موافقتها على لقاح آخر، من تطوير شركة "موديرنا" Moderna الأسبوع الماضي، في الوقت نفسه الذي بدأ فيه توزيع الجرعات الأولى من لقاح "فايزر/بيونتيك" في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
42% من الجمهوريين قالوا إنهم على الأرجح لن يتلقوا لقاح كورونا
بالعودة إلى برنامج Face the Nation، سلّطت مذيعة البرنامج مارجريت برينان الضوء على الأرقام الواردة من استطلاع أجرته مؤسسة Kaiser Family Foundation Health Tracking Poll، والذي أظهر أن 42% من الجمهوريين قالوا إنهم على الأرجح لن يتلقوا لقاح كورونا أو بالتأكيد لن يحصلوا على لقاح مضاد لفيروس كورونا.
ثم سألت برنان الطبيب العام آدامز عن لماذا "لا يخرج الرئيس فقط ويقدم إعلانات الخدمة العامة المفترضة للأشخاص الذين صوّتوا له ويثقون به؟".
أجاب آدامز: "لقد تلقيت التطعيم، وتلقاه نائب الرئيس، وشاهد ذلك الكثير من الجمهوريين ورأوه يتلقى التطعيم، وأنا أرجو أن يتحدث الناس إلى مقدمي الرعاية الصحية الموثوق بهم".
وأضاف أنه يأمل في أن "يحصل الناس على المعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ القرار المناسب، لمساعدتنا على إعادة فتح اقتصاد البلاد وعودة الحياة إلى طبيعتها وإنقاذ الأرواح".
حزمة مساعدات هي الأولى من نوعها بأمريكا
وكانت وكالة رويترز قد قالت إن زعماء الكونغرس الأمريكي اتفقوا، يوم الأحد 20 ديسمبر/كانون الأول 2020، على حزمة مساعدات بقيمة 900 مليار دولار هي الأولى من نوعها خلال شهور، وذلك بهدف دعم الاقتصاد والأفراد المتضررين من جائحة فيروس كورونا.
وتعتبر الحزمة، المرجح التصويت عليها يوم الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، ثاني أكبر حزمة تحفيز اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة بعد مساعدات بلغت 2.3 تريليون دولار في مارس/آذار الماضي.
وتشمل الحزمة مدفوعات مباشرة 600 دولار للأفراد، و300 دولار أسبوعياً إعانة بطالة إضافية. كما تشتمل على مليارات الدولارات للمشروعات الصغيرة ومساعدات غذائية ودعم لتوزيع اللقاح الواقي من الفيروس ومساعدات لقطاعي النقل والرعاية الصحية.
وتأتي المساعدات في وقت يشهد انتشاراً أكبر لفيروس كورونا الذي يبلغ متوسط عدد الإصابات اليومية به داخل البلاد أكثر من 214 ألف حالة. وأودت الجائحة بحياة ما يزيد على 317 ألف أمريكي.