شن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو هجوماً كاسحاً على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ومن دون أن يتردد أكد على أن لقاح "فايزر" يمكن أن يجعل امرأة تنبت لها لحية، وأن يحول شخصاً إلى تمساح.
تخويف من لقاحات كورونا
بولسونارو وخلال كلمة ألقاها في بورتو سيغورو في شمال شرق البرازيل، قال: "في العقد مع فايزر يقولون بوضوح تام: نحن لسنا مسؤولين عن أي آثار جانبية. إذا تحولت إلى تمساح فهذه مشكلتك"، على حد زعمه.
كان بولسونارو يشير إلى اللقاح الذي طوره مختبر "فايزر" الأمريكي وشركة "بيونتيك" الألمانية، وجرى اختباره في البرازيل لأسابيع وبدأت المملكة المتحدة والولايات المتحدة في استخدامه.
الرئيس اليميني المتطرف والمثير للجدل قال بلهجة مستفزة: "إذا صار شخص سوبرمان أو نبتت لحية لامرأة، أو بدأ رجل يتحدث بصوت نسائي فلا علاقة لهم بذلك"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول 2020.
إلا أنه على الرغم من ممانعة الرئيس، قررت المحكمة العليا في البرازيل الخميس الفائت جعل التطعيم ضد فيروس كورونا إلزامياً، لكن من دون أن يكون قسرياً في ثاني أكثر دول العالم تضرراً بعد الولايات المتحدة، مع نحو 185 ألف وفاة.
هذا يعني أن السلطات لن تكون قادرة على استخدام القوة لإجبار شخص على أخذ اللقاح، لكنها ستكون قادرة على فرض غرامة عليه أو منعه من الذهاب إلى أماكن عامة معينة.
بولسونارو يرفض التطعيم
في السياق ذاته، أكد بولسونارو على أن "اللقاح، بمجرد اعتماده من قبل وكالة انفيسا الصحية، سيكون متاحاً لكل من يريده. لكنني لن أتلقى اللقاح (…) البعض يقولون إنني أعطي مثالاً سيئاً، ولكن على السذج والمعتوهين الذين يقولون ذلك أجيب بأنني أصبتُ بالفعل بالفيروس ولديّ أجسام مضادة، فلماذا آخذ اللقاح؟".
وتجاهل الرئيس البرازيلي على ما يبدو حالات الإصابة مرة ثانية بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في البرازيل.
يأتي هجوم بولسونارو على لقاحات كورونا في وقت تواجه فيه البرازيل الدولة المترامية الأطراف والتي يبلغ عدد سكانها 212 مليون نسمة، موجة ثانية قوية من الوباء، إذ سجلت يوم الأربعاء الفائت أكثر من 70 ألف إصابة خلال 24 ساعة، فيما تجاوزت الخميس الماضي 1000 وفاة في يوم واحد، لأول مرة منذ 30 سبتمبر/أيلول 2020.
يتوقع أن تتسم حملات التطعيم بالفوضى في البرازيل مع انتقاد جميع الأطراف خطة التحصين الوطنية المتأخرة، وما لتعليقات الرئيس من أثر على إقبال البرازيليين على اللقاح.
مهاجمة لقاحات كورونا
ومع بدء دول عدة حول العالم بحملات تطعيم لسكانها ترافقت بدعوات حكومية وطبية للتشجيع على أخذ اللقاح، فإنه على الجهة المقابلة تروّج أطراف أخرى لـ"نظريات مؤامرة" حول لقاحات كورونا، على العديد من المواقع الإلكترونية حول العالم.
كذلك انضم عدد من المشاهير إلى حملات التشكيك بلقاحات كورونا، من بينهم بطل كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش، إضافة إلى أطباء متمردين وسياسيين.
على الجهة المقابلة تحاول السلطات الصحية في البلدان التي بدأ فيها التطعيم بث الطمأنينة بين السكان، والتأكيد على أن اللقاحات المُعتمدة ليس لها آثار جانبية ضارة، فضلاً عن التأكيد على أن إصابة الشخص بفيروس كورونا لمرة واحدة لا تجعله مُحصناً من الإصابة بالفيروس مرة ثانية، وهو ما يستدعي ضرورة تلقي اللقاح ضد كورونا.