أعلن السودان، السبت 19 ديسمبر/كانون الأول 2020، إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة من الجيش السوداني إلى الحدود مع إثيوبيا لـ"استعادة أراضيه المغتصبة" في ولاية القضارف، شرقي البلاد، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
تحرك الجيش السوداني يأتي بعد 3 أيام على إعلان الجيش سقوط خسائر في الأرواح والمعدات، جراء تعرض قواته لاعتداء من ميليشيا إثيوبية داخل أراض قرب منطقة "الفشقة"، فيما لم تعقب إثيوبيا رسمياً على الحادثة.
تعزيزات عسكرية سودانية على الحدود مع إثيوبيا
قالت وكالة الأنباء الرسمية في السودان إن "القوات المسلحة السودانية واصلت تقدمها في الخطوط الأمامية داخل الفشقة (في القضارف) لإعادة الأراضي المغتصبة (من ميليشيا إثيوبية)، والتمركز في الخطوط الدولية وفقاً
لاتفاقية 1902″.
اتفاقية 1902 موقعة في 15 مايو/أيار من هذا العام، بأديس أبابا بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان)، وتوضح مادتها الأولى الحدود الدولية بين البلدين.
أضافت الوكالة السودانية: "أرسلت القوات المسلحة تعزيزات عسكرية كبيرة للمناطق الأمامية في الشريط الحدودي (مع إثيوبيا)"، دون تحديد تلك التعزيزات، ونوعيتها.
بينما أعلن الجيش السوداني، الأربعاء، سقوط "خسائر في الأرواح والمعدات"، جراء تعرض قواته لاعتداء من "ميليشيا إثيوبية" داخل أراضي بلاده دون تحديدها، فيما لم تعقب إثيوبيا رسمياً على الحادثة.
كما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر عسكرية لم تسمها، مقتل 4 عسكريين سودانيين وإصابة 12 آخرين، إثر معارك شرسة مع "ميليشيا إثيوبية مسلحة على الشريط الحدودي بين البلدين".
الجيش السوداني: لن نفرِّط في شبر من أرضنا
من جهته، قال الجيش السوداني، الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول، إن الحدود الدولية مع إثيوبيا معروفة ولا جدال فيها، ولن نفرط في شبر من أرض بلادنا.
جاء ذلك في بيان للجيش نشره حساب القوات المسلحة السودانية عبر "فيسبوك"، بعد يومين من وقوع اشتباكات مع ميليشيا إثيوبية مسلحة على حدود البلدين.
أضاف البيان: "لسنا دعاة حرب، وإثيوبيا دولة شقيقة وجارة لنا، وتربطنا علاقات طيبة، لكن لن نفرط في شبر من أرض بلادنا".
كما تابع: "الحدود الدولية مع الجارة إثيوبيا معروفة ولا جدال فيها، لذا نتوقف حتى آخر نقطة في حدودنا المتفق عليها دولياً، ولن نتهاون في فرض سيطرتنا على كامل أراضي بلادنا".
في مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش السوداني أن "ميليشيا إثيوبية" مسنودة بجيش بلادها اعتدت على أراضي البلاد ومواردها، ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة 7 جنود وفقدان آخر، إضافة إلى مقتل طفل وإصابة 3 مدنيين.
عادة ما تشهد فترات الإعداد للموسم الزراعي والحصاد بالسودان في المناطق الحدودية مع إثيوبيا اختراقات وتعديات من عصابات مسلحة خارجة عن سيطرة سلطات أديس أبابا، بهدف "الاستيلاء على الموارد"، وفق تقارير سودانية.
حوادث متفرقة على الحدود بين السودان وإثيوبيا
هذا ليس الحادث الأول، فهذه المنطقة المتنازع عليها بين الخرطوم وأديس أبابا، عادة ما تشهد أحداث عنف بين مزارعين من الجانبين لا سيما في موسم المطر.
وتستولي عصابات إثيوبية على أراضي مزارعين سودانيين في "الفشقة" بعد طردهم منها بقوة السلاح، وتتهم الخرطوم الجيش الإثيوبي بدعم هذه العصابات لكن أديس أبابا عادة ما تنفي ذلك.
وبعد غياب استمر نحو 25 عاماً، أعاد الجيش السوداني، في 30 مارس/آذار الماضي، انتشاره في المنطقة المذكورة.
في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أكد مجلس السيادة الانتقالي "عدم التفريط في أي شبر من الأراضي السودانية"، وفق الوكالة الرسمية.
فيما بحث رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، هاتفياً مع نظيره الإثيوبي آبي أحمد، في مايو/أيار الماضي، ترسيم الحدود وتكوين لجنة فنية تعنى باستكمال الترسيم، لكن حتى اليوم لم يتم إعلان تشكيل هذه اللجنة.