كشفت السلطات التركية الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن مقاطع حصرية قالت إنها لعملية اختطاف معارض إيراني التي نفذتها عناصر مخابرات إيرانية من مدينة إسطنبول، والتي أعقبها اعتقال أنقرة لعدد من الأشخاص المرتبطين بالحادثة.
شبكة "Sky News" الأمريكية، نشرت مقاطع وصفتها بالحصرية، بعد أن حصلت عليها من ملفات مكافحة الإرهاب التركية، تكشف كيف تم استدراج الناشط الإيراني المعارض حبيب شعب إلى الفخ وتهريبه إلى إيران.
الفيديو المنشور يظهر مقاطع لشخصين، أحدهما سيدة، وصلا إسطنبول قبل ساعات من وصول الناشط الإيراني المعارض حبيب شعب القادم من السويد.
اللقطات تظهر شعب لحظة وصوله مطار إسطنبول، حيث توجه مباشرة عبر سيارة أجرة إلى منطقة بيلك دوزو جنوب غرب إسطنبول، بهدف لقاء السيدة التي دخلت تركيا بجواز مزور تحت اسم "صابرين"، حيث كانا متواعدين للقاء في محطة للوقود هناك، تحول إلى عملية خطف نقل خلالها المعارض إلى ولاية "فان" التركية على الحدود الإيرانية، ثم هرب إلى طهران.
بحسب مصادر إيرانية، فإن شعب يواجه الآن الإعدام علناً، ويطالب أصدقاؤه وعائلته الاتحاد الأوروبي وبقية المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذه.
اختطاف معارض إيراني
الإثنين، أعلنت قناة TRT التركية الرسمية عن عملية نفذها جهاز الاستخبارات في تركيا، اعتقل خلالها عدداً من الأشخاص، على خلفية اختطاف معارض إيراني من وسط مدينة إسطنبول.
القناة قالت، في خبر مقتضب على حسابها في موقع تويتر، إن "المخابرات التركية اعتقلت 11 شخصاً مرتبطين بالمخابرات الإيرانية، على خلفية اختطاف معارض إيراني من إسطنبول"، حيث يُتهم هؤلاء في قضية اختطاف المعارض الإيراني حبيب أسيود، الذي يعرف أيضاً باسم "حبيب شعب".
صحيفة Washington Post ذكرت، الأحد، أن شعب كان قد وصل إلى مدينة إسطنبول قادماً من السويد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مشيرةً إلى أنه لم يكن قد أخبر أحداً من أصدقائه بذهابه إلى تركيا، وفقاً لما قاله أحدهم.
كان شعب قد تولى منصب رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز المعارضة لطهران، ووفقاً للصحيفة الأمريكية، فإنه اختفى بعد وقت قصير من وصوله إلى إسطنبول، لتعلن وسائل إعلام إيرانية فيما بعد عن اعتقاله، وقالت: "إنه اعترف بتورطه في هجوم استهدف عرضاً عسكرياً في إيران قبل عامين".
الصحيفة نقلت عن مسؤول تركي -لم تذكر اسمه- أنه بعد اختطاف شعب، تحركت وكالة المخابرات التركية للتحقيق في الحادثة، وذكر المسؤول أن شعب تم استدراجه إلى إسطنبول من قِبَل سيدة تدعى "صابرين"، وأنه عندما ذهب لمقابلتها تم تخديره.
تفاصيل عملية الاختطاف
تضيف الصحيفة أن عملية الاختطاف وقعت في منطقة بيليك دوزو، وأنه كان من المقرر أن يلتقي شعب بالسيدة في محطة للوقود، لكن ما حدث أنه تم اختطافه ونقله إلى ولاية فان التركية المتاخمة للحدود الإيرانية، و"ذلك عبر مهرّب مخدرات سيئ السمعة أدى المهمة بطلب من المخابرات الإيرانية".
التحقيقات التركية أشارت إلى أن "صابرين" كانت قد سافرت من إيران إلى إسطنبول بجواز سفر مزوَّر، وأنها وصلت إلى المدينة قبل يوم من وصول المعارض شعب، وفي اليوم الذي وصل فيه شعب قام فريق بشراء أربطة بلاستيكية من متجر للحواسيب.
وقالت Washington Post إن الـ11 شخصاً الذين تم اعتقالهم، هم أتراك، ووجهت لهم اتهامات من بينها حيازة أسلحة، مضيفةً أن مهرّب المخدرات لا يزال طليقاً، بل يُعتقد أنه بات في إيران.
يُشار إلى أن عملية الاستخبارات الإيرانية وما تبعها من اعتقالات تركية، جاءت في وقت شهدت فيه العلاقات التركية الإيرانية توتراً، وذلك على خلفية استدعاء إيران للسفير التركي في أنقرة، بسبب مقطوعة شعرية قرأها الرئيس رجب طيب أردوغان في العاصمة الأذربيجانية باكو، وأثارت غضب إيران.