أفاد دبلوماسيون أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعتزم مناقشة قضية الصحراء الغربية، الإثنين 21 ديسمبر/كانون الأول 2020، بعدما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب على المنطقة المتنازع عليها في مقابل تطبيع المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل.
وكالة رويترز التي أوردت الخبر، الخميس 17 ديسمبر/كانون الأول، أشارت إلى أن إعلان ترامب الأسبوع الماضي شكّل تحولاً في سياسة أمريكية قائمة منذ فترة طويلة تجاه الصحراء الغربية. وأشار دبلوماسيون إلى أن ألمانيا طلبت عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع.
أول اجتماع لمجلس الأمن حول الصحراء الغربية
أرسلت كيلي كرافت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إلى الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس، وإلى مجلس الأمن الثلاثاء 16 ديسمبر/كانون الأول، نسخةً من إعلان ترامب الذي يعترف "بأن كامل أراضي الصحراء الغربية جزء من المملكة المغربية".
من جهته، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن موقف غوتيريس "لم يتغير". وتابع: "لا يزال مقتنعاً بإمكانية التوصل إلى حل لمسألة الصحراء الغربية"، وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي.
بينما مدّد مجلس الأمن في أكتوبر/تشرين الأول تفويض بعثة حفظ السلام المعروفة باسم مينورسو لمدة عام، وتبنى قراراً "يؤكد على ضرورة التوصل لحل سياسي واقعي وعملي ودائم لقضية الصحراء الغربية قائم على التوافق".
منذ إعلان ترامب اعترافه بسيادة المغرب
الولايات المتحدة أيدت وقفاً لإطلاق النار في عام 1991 بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تساندها الجزائر، التي تسعى إلى إقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، وتراقب قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة وقف إطلاق النار.
لكن محادثات الأمم المتحدة لفترة طويلة في التوسط قد فشلت لإبرام اتفاق بشأن تقرير المصير، إذ يريد المغرب خطة حكم ذاتي تحت سيادته، فيما تريد جبهة البوليساريو إجراء استفتاء تدعمه الأمم المتحدة، ويشمل طرح مسألة الاستقلال.
فيما سيتوجّب على الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي يتسلم السلطة من ترامب، في 20 يناير/كانون الثاني، اتخاذ قرار بشأن قبول الاتفاق الأمريكي مع المغرب بشأن الصحراء الغربية، وهو الأمر الذي لم تفعله أي دولة غربية أخرى. وامتنع متحدث باسم بايدن عن التعقيب.
من جهة أخرى، يقول المستشار الأمريكي السابق، جون بولتون، إنه من منظور السياسة الأمريكية، ستكون النتيجة الأفضل أن يُلغي بايدن -فور تنصيبه- اعتراف ترامب بالسيادة المغربية. ولن يكون ذلك سهلاً بالنظر إلى التوقعات -المُضلَّلة- التي تكوّنت بالفعل في الرباط وتل أبيب. ولو أراد بايدن قلب الأوضاع، فعليه أن يفعل ذلك فوراً بمجرد توليه المنصب، لتقليل الأضرار.
هناك عقباتٌ أخرى بالطبع. فمن المفارقات أنّ لا مبالاة ترامب منحت بيروقراطية وزارة الخارجية ما أرادته تحديداً منذ أن واجه قرار 690 مقاومةً مغربية عنيدة بعد أشهر من تبنّيه قبل ثلاثة عقود. وجادلت الرباط بأنّ الخسارة في استفتاء الصحراء الغربية ستزعزع استقرار نظامها الملكي، وقد وافقهم الرأي البيروقراطيون في وزارة الخارجية.
في انتظار أول زيارة لوفد إسرائيلي إلى المغرب
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إن مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر سيقود وفداً أمريكياً، الأسبوع المقبل، إلى إسرائيل والمغرب لإجراء محادثات بشأن اتفاق تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، الذي جرى التوصل إليه الأسبوع الماضي.
أضاف المسؤول الأمريكي أن الوفد الأمريكي سينضم إلى وفد إسرائيلي وسيستقلان أول رحلة طيران تجارية مباشرة من تل أبيب إلى الرباط، كعلامة على حدوث تقدم بعد الاتفاق بين إسرائيل والمغرب، الذي ساعد كوشنر في التوسط فيه.
يصل كوشنر ومبعوث الشرق الأوسط آفي بيركوفيتش ورئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية آدم بوهلر إلى إسرائيل يوم الإثنين.
بعد إعلان التطبيع بين تل أبيب والرباط
كما قال المسؤول إن من المقرر أن يجري كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أثناء وجوده في القدس محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
أضاف أن من المتوقع أن تكون العال، الشركة التي ستسير أول رحلة طيران مباشرة من تل أبيب إلى الرباط، يوم الثلاثاء المقبل، والتي ستقل فريق كوشنر ووفداً برئاسة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
سأل راديو الجيش الإسرائيلي وزيرة النقل ميري ريجيف في مقابلة على الهواء عن أخبار رحلة كوشنر. وقالت ريجيف، وهي من نسل مهاجرين من يهود المغرب، "أنا فخورة جداً بأن أجدادنا وجداتنا يمكنهم زيارة المغرب وهم على قيد الحياة، هذا هو السلام".
المغرب هو البلد الإسلامي الذي جاء منه أكبر عدد من المهاجرين اليهود إلى إسرائيل، إذ بلغ حوالي 250 ألفاً، والاتفاق بين إسرائيل والمغرب هو الرابع الذي توسطت الولايات المتحدة من أجل التوصل إليه بعد اتفاقات مماثلة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان.