قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي عين مبعوثَين جديدَين للأمم المتحدة لليبيا والشرق الأوسط، الثلاثاء 15 ديسمبر/كانون الأول 2020، إذ وافق المجلس على اقتراح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى ليبيا، والنرويجي تور وينسلاند مبعوثاً للأمم المتحدة للشرق الأوسط.
ملادينوف سيحل محل غسان سلامة، الذي تنحَّى عن منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا في مارس/آذار بسبب الإجهاد، بينما سيخلف وينسلاند ملادينوف الذي أمضى السنوات الخمس الماضية وسيطاً للأمم المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين.
التعيينان يُنهيان شهوراً من المشاحنات بين أعضاء المجلس التي أشعلتها جهود أمريكية لتقسيم الدور في ليبيا ليدير شخص البعثة السياسية للأمم المتحدة ويركز آخر على الوساطة في الصراع.
كما وافق مجلس الأمن على هذا الاقتراح في سبتمبر/أيلول، لكن روسيا والصين امتنعتا عن التصويت.
المجلس المؤلف من 15 عضواً قال في بيان: "شدد أعضاء مجلس الأمن على أهمية وجود آلية موثوقة وفعالة لمراقبة وقف إطلاق النار بقيادة ليبيا، ويتطلعون إلى تقرير شامل من الأمين العام عن مقترحات المراقبة الفعالة لوقف إطلاق النار تحت رعاية الأمم المتحدة".
دعوات لسحب المرتزقة الأجانب من ليبيا
كما كرر المجلس دعوته لسحب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا.
مجلس الأمن الدولي قال إنه على كلّ المرتزقة والمقاتلين الأجانب إلى مغادرة الأراضي الليبية، وذلك في بيان صدر بإجماع أعضائه بمن فيهم روسيا المتّهمة بأنّها أرسلت إلى ليبيا مقاتلين عبر مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة.
وقال أعضاء المجلس الـ15 في بيانهم إنّهم يدعون "إلى انسحاب جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا بما ينسجم واتفاق وقف إطلاق النار الذي توصّلت إليه الأطراف الليبية في 23 تشرين الأول/أكتوبر، والتزامات المشاركين في مؤتمر برلين (في كانون الثاني/يناير)، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
أما وينسلاند فيشغل حالياً منصب المبعوث النرويجي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، فيما يريد الفلسطينيون إقامة دولة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، وهي أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
استقالة غسان سلامة
ويأتي هذا بعد أن أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا غسان سلامة أنه استقال بسبب شعوره بالإجهاد، وذلك بعد أيام من فشل أحدث جهوده الرامية لإحلال السلام في تحقيق انفراجة في الصراع.
سلامة كتب على تويتر أنه سعى "لعامين ونصف للمّ شمل الليبيين وكبح تدخل الخارج وصون وحدة البلاد"، لكن "صحتي لم تعد تسمح بهذه الوتيرة من الإجهاد".
في وقت سابق جمع سلامة بين ممثلين عن طرفي الصراع الرئيسيين في ليبيا في جنيف لإجراء محادثات سلام، لكنّ ممثلين رئيسيين علقوا مشاركتهم في المحادثات.
تأزّم الوضع في ليبيا
ليبيا تواجه صراعاً داخلياً منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي الذي حكم البلاد لوقت طويل، وبدأت أحدث جولة من العنف العام الماضي عندما بدأت قوات حفتر الزحف إلى العاصمة طرابلس.
فيما تم تعيين سلامة في منتصف 2017 مكان الدبلوماسي الألماني مارتن كوبلر بعد عملية بحث طويلة ومثيرة للخلاف بشكل غير عادي عن مرشح لشغل هذا المنصب.
وأعطى تعيين سلامة الذي يحظى باحترام واسع من الدبلوماسيين حافزاً جديداً لجهود السلام على الرغم من تعثر محاولات مبكرة للتوسط في اتفاق سياسي بين الأطراف المتناحرة.