هذه القصّة ليست واحدة من قصص أفلام هوليوود، بل هي قصة حقيقية حدثت، بل ربما أنّ ما نشاهده في أفلام هوليوود ما هو إلا اقتباس من قصص حقيقية حدثت كهذه القصّة، فالشابة اليافعة التي خرجت من جامعتها واصطدمت سيارتها بشجرةٍ كبيرة، كانت مرتبكة عندما عرض عليها أحدهم المساعدة، ورفضت الاتصال بالشرطة، وبعد دقائق: اختفت مورا موراي ولم يعثر لها على أثر طيلة 16 عاماً!
اختفاء مورا موراي.. القصة من البداية
ولدت مورا موراي عام 1982، وحين حدثت قصة اختفائها كانت في الواحدة والعشرين من العمر، قبل أن تكمل سنتها الأولى في دراسة التمريض من جامعة ماساتشوستس.
كانت موراي الأخت الثالثة في عائلتها، فقد كان لديها أختان وأخ، بينما كان والداها منفصلين منذ كانت في السادسة من العمر. لكنّ كل هذه التفاصيل ليس لها أية علاقة بقصة اختفائها، ما عدا بعض الغموض في حياتها، وبالتحديد الغموض في آخر ساعات من حياتها، لا أحد يعلم حتّى الآن سببه.
غادرت مواري حرم جامعتها في ظهر يوم الإثنين 9 فبراير/شباط 2004، وقبل أن تغادر كانت قد أرسلت بريداً إلكترونياً لمشرفيها في الدراسة والعمل، تخبرهم فيه أنّها ستأخذ إجازة لمدة أسبوع بسبب حالة وفاة في الأسرة، لكن تبيّن لاحقاً أنّه لم تكن هناك أية حالات وفاة في الأسرة.
في حدود الساعة 7 مساءً من ذلك اليوم، انحرفت مورا موراي بسيارتها عن الطريق واصطدمت بشجرة، ولحسن حظّها فقد رأتها امرأة كانت تمر من الطريق وأبلغت الشرطة، وكانت هذه المرأة قد رأت موراي داخل السيارة، كان البلاغ للشرطة في تمام الساعة 7:27 مساء.
مورا موراي رفضت المساعدة
بعدها بقليل مرّ سائق حافلة آخر على سيارة مورا موراي التي تهشم زجاجها الأمامي، لاحظ أنّ مورا لم تكن تنزف، كانت بخير ولم تُصب بأيّ جروح. عرض عليها المساعدة وأخبرها أنّه سيتّصل بالشرطة، لكنّ الغريب أنّ مورا موراي نفسها طلبت منه ألا يتّصل بالشرطة!
أخبر الرجل الشرطة لاحقاً أنّ طريقة موراي في الحديث كانت غريبة وأنّها رفضت المساعدة، وأخبرته أيضاً أنّها اتصلت بالشرطة وأنهم في الطريق، ولكن عندما وصلت الشرطة بعدها بعشر دقائق فقط، في تمام الساعة 7:46 لم تكن موراي موجودة أبداً. لقد اختفت!
كانت سيارة موراي موجودة كما هي، زجاجها الأمامي مُهشّم، بدأت الشرطة تبحث في المنطقة المحيطة بمكان الحادث، لكنّ مورا موراي اختفت كالملح في الماء، ولم يجدوا لها أثراً.
عندما وصلت الشرطة، كانت السيارة مقفلة، وفي داخل السيارة وخارجها وجدت الشرطة بقعاً حمراء، لكنّها لم تكن دماً، فقد كانت نبيذاً أحمر. وفي داخل السيارة، وجدت الشرطة زجاجة بيرة فارغة، وصندوق نبيذ تالفاً، إضافةً إلى بعض متعلّقات موراي مثل إكسسوارات وكتاب.
لكنّ بطاقة الائتمان وهاتفها الخلويّ كانا مفقودين، ولم يتم العثور على أي منهما أو استخدامه منذ اختفائها.
تعاملت الشرطة مع اختفاء مورا موراي باعتبارها مفقودة وليست قضية جنائية، وقد انتقد والدها الشرطة لاحقاً لتعاملها مع القضية باعتبارها قضية مفقودين. عندما تعقّب كلبٌ بوليسي رائحة موراي، وجد أحد قفازاتها على بعد 100 ياردة من مكان الحادث، لكنّه فقد الرائحة، ما جعل الشرطة تعتبر أنّها نُقلت إلى سيارة أخرى غادرت المكان.
كانت موراي تمرّ بمشاكل عاطفية مع صديقها، وقد وجدوا مفكرة مذكور فيها مشاكل العلاقة. وهكذا فقد استجوبت الشرطة صديقها، لكنّه لم يعد مشتبهاً به، وأقام مؤتمراً صحفياً مع والدها. بينما ذكرت تقارير الشرطة أنّ موراي كانت مخمورة وقت وقوع الحادثة، وأنّها ربما لديها ميول انتحارية.
وقد كان اختفاء موراي أول لغز جريمة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي. فقد كانت وسائل التواصل في مهدها عام 2004. فلم يكن هناك YouTube ولا Twitter، وفي اليوم الذي اختفت فيه مورا، كان Facebook يبلغ من العمر خمسة أيام فقط.
ورغم مرور 16 عاماً على حادثة اختفائها، لا أحد يعلم شيئاً عن مورا موراي، لا أبوها ولا إخوتها الثلاثة ولا أمها ولا صديقها، وبالطبع: ولا الشرطة الأمريكية!