كشف موقع Business Insider الأمريكي، الإثنين 14 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن الرئيس ترامب يرفض مؤقتاً تلقي لقاح كورونا ولا يريد تطعيم موظفي البيت الأبيض بعد أن أصبح في إمكانه هو وكبار المسؤولين الأمريكيين الآخرين الحصول على اللقاح المضاد لـ"كوفيد-19″ حسبما كشفت مصادر لموقع Bloomberg.
ترامب يرفض مؤقتاً تلقي لقاح كورونا
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية منحت تصريحاً طارئاً للقاح فايزر وبيونتيك، الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول؛ ما يمثل نقطة انعطاف في مواجهة الجائحة، والبداية لما من المقرر أن تكون أكبر حملة تطعيم في تاريخ الولايات المتحدة. وبدأت شحنات اللقاح تخرج من مصنع الإنتاج في ميشيغان في نهاية الأسبوع.
وأفادت وكالة Reuters بأن اللقاح سيُقدم إلى ترامب، الذي أصيب بالفيروس سابقاً، وغيره من المسؤولين الضروريين لاستمرار عمل الحكومة. فيما سيحصل خلال الأيام القادمة، الموظفون في المناصب الحاسمة في أذرع الإدارة الأمريكية الثلاث على اللقاح خلال الأيام القادمة.
مع ذلك، قال ترامب يوم الأحد، 13 ديسمبر/كانون الأول، إنه لا يخطط للحصول على اللقاح في أقرب وقتٍ ممكن، مضيفاً أنه ينبغي على موظفي البيت الأبيض فعل الشيء نفسه ما لم يكن تحصينهم "ضرورياً جداً".
ترامب كتب في تغريدة على تويتر مساء الأحد: "يجب على الأشخاص في البيت الأبيض الحصول على اللقاح من برنامج التطعيم، ما لم يكن لذلك ضرورة خاصة. وقد طلبت إدخال هذا التعديل لا أخطط للحصول على اللقاح، لكنني أتطلع لذلك في الوقت المناسب". ومن غير الواضح متى سيتمكن الرئيس المُنتخَب جو بايدن ونائبته المُنتخَبة كامالا هاريس من الحصول على اللقاح.
لقاح كورونا في أمريكا
وتعمل الإدارة الفيدرالية على توزيع اللقاح على الولايات والأقاليم بناءً على عدد سكانها البالغين، بينما يمكن لكل ولاية تحديد كيفية توزيع إمداداتها منه. وأوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بأن يكون العاملون في الرعاية الصحية والمقيمون في دور رعاية المسنين أول من يحصل على اللقاح.
وفي سياق آخر، زعم الرئيس ترامب، في مقابلة على شبكة Fox News أُذِيعَت أمس، أنَّ الولايات المتحدة لم لتكن لتُطوِّر لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا المستجد إلا بعد 5 سنوات، لو لم يكن هو الرئيس ترامب قال: "لو لم أكن الرئيس، لم تكونوا لتحصلوا على اللقاح حتى 5 سنوات، وفقاً لآراء الجميع، وحتى الأعداء".
مضيفاً: "ضغطت على إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والشركات وجميع المشاركين، مثلما لم يضغط عليهم أحد من قبل، والآن يُطرَح اللقاح. بصراحة، كان يمكنهم البدء في ذلك الأسبوع المقبل".
إلا أن ترامب تعرض أيضاً لانتقادات بسبب محاولته ممارسة ضغط سياسي لا داعي له على عملية اعتماد اللقاح. وذكرت وكالة The Associated Press الأسبوع الماضي أنه قبل ساعات من قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، هدد مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض بطرد مفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان إذا لم تمنح الوكالة الضوء الأخضر للقاح فايزر-بيونتيك بحلول يوم السبت 12 ديسمبر/كانون الأول.
لقاح كورونا
وجرت الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول عملية لوجستية ضخمة ، وهي بدء نقل لقاح فايزر لتوزيعه بأمريكا، حيث يتم نقل ملايين الجرعات من اللقاح المضاد لكوفيد-19 مخزّنة على حرارة تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر، وذلك تمهيداً للمباشرة الإثنين بحملة تلقيح ضد الوباء.
حيث تعكس ضخامة العملية مدى خطورة الأوضاع في الولايات المتحدة، فقد توفي بكوفيد-19 نحو 300 ألف شخص، أي ما يوازي عدد سكان مدينة سينسيناتي.
ورصدت مقاطع فيديو انطلاق قافلة شاحنات من مصنع فايزر في مدينة كالامازو في ولاية ميشيغن محملة بجرعات من اللقاح مخزّنة في صناديق خاصة يتّسع كل منها لأربعة آلاف و725 جرعة، متّجهة إلى مراكز شركتي "يو بي إس" و"فيديكس" المكلّفتين بتوزيع اللقاحات على المناطق.
بحسب فايزروحسبما نقلت وكالة فرانس برس ، ستعمل 20 شاحنة يومياً على نقل اللقاحات تمهيداً لتوزيعها في أنحاء البلاد وخصوصاً إلى الهنود الأمريكيين من قبيلة "نافاهو" المتضررة بشدة من الجائحة.
بدء نقل لقاح فايزر لتوزيعه بأمريكا
فيما تهدف العملية اللوجستية إلى تسليم الدفعات الأولى من اللقاح إلى كل المستشفيات ومراكز الرعاية التي طلبتها في غضون 24 ساعة ومباشرة حملة التلقيح.
في حين صرّح رئيس هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "إف دي إيه" ستيفن هان لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية "آمل أن يحصل ذلك بسرعة كبيرة. آمل (اعتباراً من) الغد".
وسيتم فوراً تسليم نصف الجرعات المتوافرة البالغ عددها 6,4 ملايين، فيما سيترك النصف الآخر لموعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.
كما أوصت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإعطاء الأولوية في حملة التلقيح لنزلاء مراكز رعاية المسنين (ثلاثة ملايين شخص) ولموظفي القطاع الصحي (21 مليون شخص).
في حين طلبت الحكومة الأمريكية مسبقاً مئة مليون جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك الذي تبلغ نسبة فاعليته 95%، أي أنه يخفّض بنسبة 95% مخاطر الإصابة بكوفيد-19. وقد باشرت المملكة المتحدة استخدامه في حملة تلقيح ضد الوباء.