تجري الأحد 13 ديسمبر/كانون الأول عملية لوجستية ضخمة ، وهي بدء نقل لقاح فايزر لتوزيعه بأمريكا، حيث يتم نقل ملايين الجرعات من اللقاح المضاد لكوفيد-19 مخزّنة على حرارة تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر، وذلك تمهيداً للمباشرة الإثنين بحملة تلقيح ضد الوباء.
حيث تعكس ضخامة العملية مدى خطورة الأوضاع في الولايات المتحدة، فقد توفي بكوفيد-19 نحو 300 ألف شخص، أي ما يوازي عدد سكان مدينة سينسيناتي.
ورصدت مقاطع فيديو انطلاق قافلة شاحنات من مصنع فايزر في مدينة كالامازو في ولاية ميشيغن محملة بجرعات من اللقاح مخزّنة في صناديق خاصة يتّسع كل منها لأربعة آلاف و725 جرعة، متّجهة إلى مراكز شركتي "يو بي إس" و"فيديكس" المكلّفتين بتوزيع اللقاحات على المناطق.
بحسب فايزروحسبما نقلت وكالة فرانس برس ، ستعمل 20 شاحنة يومياً على نقل اللقاحات تمهيداً لتوزيعها في أنحاء البلاد وخصوصاً إلى الهنود الأمريكيين من قبيلة "نافاهو" المتضررة بشدة من الجائحة.
بدء نقل لقاح فايزر لتوزيعه بأمريكا
فيما تهدف العملية اللوجستية إلى تسليم الدفعات الأولى من اللقاح إلى كل المستشفيات ومراكز الرعاية التي طلبتها في غضون 24 ساعة ومباشرة حملة التلقيح.
في حين صرّح رئيس هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية "إف دي إيه" ستيفن هان لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية "آمل أن يحصل ذلك بسرعة كبيرة. آمل (اعتباراً من) الغد".
وسيتم فوراً تسليم نصف الجرعات المتوافرة البالغ عددها 6,4 ملايين، فيما سيترك النصف الآخر لموعد تلقي الجرعة الثانية من اللقاح.
كما أوصت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإعطاء الأولوية في حملة التلقيح لنزلاء مراكز رعاية المسنين (ثلاثة ملايين شخص) ولموظفي القطاع الصحي (21 مليون شخص).
في حين طلبت الحكومة الأمريكية مسبقاً مئة مليون جرعة من لقاح فايزر/بايونتيك الذي تبلغ نسبة فاعليته 95%، أي أنه يخفّض بنسبة 95% مخاطر الإصابة بكوفيد-19. وقد باشرت المملكة المتحدة استخدامه في حملة تلقيح ضد الوباء.
مخاوف من التراخي عن تدابير الوقاية
لكن السلطات الأمريكية تخشى أن تدفع هذه الأنباء الإيجابية الأمريكيين إلى التراخي على صعيد تدابير الوقاية. ومؤخراً تسجّل الولايات المتحدة يومياً وفيات تتراوح بين 2500 و3000 حالة، كما تتخطى حصيلة الإصابات اليومية على أراضيها المئتي ألف.
يذكر أن الولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضرراً من الجائحة على صعيدي الإصابات والوفيات وقد سجّلت أكثر من 16 مليون إصابة وتناهز حصيلة وفيات الوباء على أراضيها 300 ألف، علماً أن خبراء يعتبرون أن الحصيلة الفعلية للوباء أعلى بكثير بسبب محدودية الفحوص التي أجريت في المراحل الأولى من تفشيه.
وعلى العكس من موجة التفشي الأولى والتي لم تنتهِ فعلياً، والتسارع المستجد في وتيرة التفشي في الصيف، باتت الجائحة تشمل كل الأراضي الأمريكية.
كذلك وعلى الرغم من أن حملة التلقيح في ولاية نيوجيرسي ستبدأ الثلاثاء، حذّر حاكمها فيل مورفي من "جحيم" ستشهده الولاية في الأسابيع المقبلة، وقد حض السكان على تجنّب التجمّعات العائلية في فترة الميلاد.
في حين يقول خبراء إن تحقيق المناعة الجماعية، المرادف للعودة إلى الحياة الطبيعية، يتطلب تلقيح ما بين 75 و80% من السكان. ويستبعد المستشار العلمي لعملية توزيع اللقاحات منصف سلاوي حصول هذا الأمر قبل "مايو/أيار أو يونيو/حزيران".