قالت الخارجية التركية الجمعة 11 ديسمبر/كانون الأول 2020 إنها ترفض موقف القمة الأوروبية من تركيا وتعتبره "غير قانوني"، في أول رد لأنقرة على إعلان الاتحاد الأوروبي توسيع نطاق "الإجراءات التقييدية" ضد تركيا، على خلفية أنشطتها في شرق المتوسط.
إذ أعرب زعماء دول الاتحاد، في بيان لهم خلال القمة الأوروبية المنعقدة حالياً في بروكسل، عن التزامهم بحماية جميع دول التكتل ودعم الاستقرار الإقليمي، واتفقوا على إعداد عقوبات محدودة على أفراد من تركيا وتأجيل أي خطوات أكثر صرامة حتى مارس/آذار، وذلك في ظل اختلاف الدول على كيفية التعامل مع أنقرة.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية التركية، في بيان الجمعة، إن على الاتحاد الأوروبي "لعب دور الوسيط الجاد والتصرف بمبادئ وبعقل سليم بشكل استراتيجي".
قالت الوزارة أيضاً "إن الاتحاد الأوروبي دخل بهذه الإجراءات في حلقة مفرغة، وإن ذلك حدث بسبب السياسات الضيقة لبعض الدول في الاتحاد".
تقييدات الاتحاد الأوروبي ضد تركيا
كان زعماء الاتحاد الأوروبي قد اتفقوا، الخميس على توسيع نطاق "الإجراءات التقييدية" ضد أنقرة، على خلفية أنشطتها في شرق المتوسط، بما في ذلك إعداد عقوبات محدودة على أفراد من تركيا وتأجيل أي خطوات أكثر صرامة حتى مارس/آذار 2021.
فيما أحجم قادة الاتحاد الأوروبي عن تنفيذ التهديد الذي صدر في أكتوبر/تشرين الأول بالنظر في اتخاذ تدابير اقتصادية أوسع، ووافقوا بدلاً من ذلك على بيان قمة يمهِّد الطريق لمعاقبة الأفراد المتهمين بالتخطيط أو المشاركة فيما يصفه التكتل بأنه تنقيب غير مصرح به.
بيان الاتحاد زعم أن "تركيا تواصل استفزازاتها وخطواتها أحادية الجانب، وتعلّي من لهجة خطاباتها ضد الاتحاد الأوروبي"، مشيراً إلى عودة سفينة البحث والتنقيب التركية "أوروتش رئيس" لميناء أنطاليا.
كما شدد البيان على إصرار الاتحاد الأوروبي على ضرورة خفض التوتر من أجل إمكانية استئناف المحادثات الاستكشافية بين أثينا وأنقرة.
"الناتو" يدعو إلى التهدئة
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، قال في وقت سابق إنه على أوروبا انتهاج موقف إيجابي خلال المحادثات المتعلقة بأنقرة في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي.
ستولتنبرغ قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البرتغالي أنطونيو كوستا "هناك خلافات يجب أن نناقشها، لكن في الوقت نفسه يجب أن ندرك أن تركيا جزء من الحلف والعائلة الغربية".
مضيفاً "نحتاج جميعاً إلى انتهاج موقف إيجابي أثناء النظر في الخلافات المتعلقة بتركيا في قمة زعماء الاتحاد الأوروبي". كما أشار إلى أن الحلف وضع آلية لفض النزاع بين تركيا واليونان تستند على هذا النهج الإيجابي.
صراع شرق المتوسط
تشهد منطقة شرقي البحر المتوسط توتراً إثر ما تقول أنقرة إنه مواصلة اليونان اتخاذ خطوات أحادية مع الجانب الرومي من جزيرة قبرص، وبعض بلدان المنطقة بخصوص مناطق الصلاحية البحرية.
وتقول وكالة الأناضول إن أثينا تتجاهل التعامل بإيجابية مع عرض أنقرة للتفاوض حول المسائل المتعلقة بشرق المتوسط، وبحر إيجة، وإيجاد حلول عادلة للمشاكل، فيما يجدد الجانب التركي موقفه الحازم حيال اتخاذ التدابير اللازمة ضد الخطوات الأحادية.
في المقابل ينتقد الاتحاد الأوروبي استئناف أنقرة التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، وندد سابقاً بما اعتبرها "استفزازات" من قبل أنقرة.
حينها ردّت تركيا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية حامي أكسوي، بأن وصف الاتحاد الأوروبي تحركات تركيا بـ"الاستفزاز" أمر "لا يبعث على المفاجأة" نظراً للنهج "المعتاد المتحيز والمنحاز" للتكتل.