قال ممثلو الادعاء في إيطاليا، الخميس 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، إنهم أنهوا تحقيقهم في اختفاء وقتل الطالب جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016، وحددوا أربعة من قوات الأمن المصرية كمشتبه بهم في الاختطاف والقتل.
ممثلو الادعاء قالوا في بيان لهم إن الأربعة متهمون بالتورط في خطف ريجيني، وإن واحداً منهم ربما يكون مذنباً أيضاً في تهمة القتل، كما أَمهل المُدعون الرجال الأربعة 20 يوماً ليقدموا بيانات أو لطلب سماع أقوالهم في القضية، وبعد ذلك سيُقرر المحققون إن كانوا سيسعون لمحاكمتهم.
ويأتي هذا بعد أن قال النائب العام المصري المستشار حمادة الصاوي، الشهر الماضي، في بيان رسمي مشترك مع النيابة العامة في روما، بوقف التحقيقات مؤقتاً في الواقعة الخاصة باتهام إيطالياً لـ5 أفراد من جهة أمنية بالمسؤولية عن قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.
مصر تتحفظ على اتهامات روما وتغلق ملف ريجيني
حيث قال البيان إنه في إطار التعاون بين البلدين على مدار السنوات الماضية، وبعد العديد من اللقاءات المشتركة وتقديم كل طرفٍ الأدلة والمستندات كافةً التي تدعم موقفه، فإن السلطات المصرية ليست لها علاقة بقتل الطالب الإيطالي، ولكنها في الوقت نفسه تتحفظ على توجيه الاتهام إلى 5 أفراد من جهة أمنية من جانب السلطات الإيطالية، بالمسؤولية عن جريمة القتل، مدعيةً أنه لا توجد أدلة على ذلك.
وحسب الملف الذي أعلنته النيابة العامة المصرية، فقد قالت إنها توصلت إلى أدلة ثابتة على ارتكاب أفراد تشكيل عصابيٍّ واقعة سرقة متعلقات الطالب جوليو ريجيني بالإكراه، حيث عُثر على هذه المتعلقات بسكن أحد أفراد التشكيل، كذلك فقد أيدت شهادات بعض الشهود ذلك.
إضافة إلى ذلك، أكد بيان النيابة العامة المصرية أن القاتل الذي قتل ريجيني لا يزال مجهولاً، وأنها سوف تغلق التحقيقات في مقتل ريجيني، بشكل مؤقت، مع تكليف جهات البحث والتحري لاتخاذ اﻹجراءات كافةً اللازمة للوصول إلى مرتكب الجريمة، وتتفهم روما بيان مصر، حسب تفاصيل البيان.
في المقابل قال البيان إن الطرفين المصري والإيطالي أبديا التزامهما بالتعاون المستمر بينهما، وتقديم كل ما يتم التوصل إليه من معلومات حول الواقعة، لكشف الحقيقة.
رواية إيطاليا بشأن مقتل ريجيني
يُذكر أن محققين إيطاليين سبق أن قالوا في وقت سابق من العام الجاري، إنَّ مسؤولين أمنيين مصريين -يُزعَم تورطهم في تعذيب وقتل جوليو ريجيني- قد استخدموا طالبة زميلة للمجني عليه للتجسس عليه قبل وفاته.
حيث قال سيرجيو كولايوتشو، وهو قاضٍ إيطالي، إنَّ طالب الدكتوراه الإيطالي البالغ من العمر 28 عاماً، والذي عُثِر على جثته ملقاة على جانب أحد الطرقات بالقاهرة، في يناير/كانون الثاني 2016، تعرَّض للخيانة من "أقرب الناس إليه"، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Times البريطانية.
أضاف كولايوتشو أمام جلسة استماع برلمانية إيطالية، أنَّ نورا وهبي، وهي مصرية التقت ريجيني حين كان كلاهما يدرس بجامعة كامبريدج البريطانية، كانت واحدة من ثلاثة أصدقاء كانوا يبلغون الشرطة بتحركاته.
تابع كولايوتشو أنَّ المسؤولين الأمنيين "نسجوا شبكة" حول ريجيني، بعدما راودتهم الشكوك بشأن بحثه الأكاديمي حول النقابات العمالية المصرية. وقال أمام البرلمان إنَّ فحصاً بعد الوفاة كشف أنَّ الطالب تعرَّض للضرب بـ"الركلات، واللكمات، والعصيّ، والهراوات"، وأنَّه توفي نتيجة كسر بالرقبة بعد اختطافه المزعوم من أحد شوارع القاهرة.
فيما قالت والدته بعد رؤية جثته، إنَّهم تمكنوا من التعرُّف على ابنها فقط من خلال "طرف أنفه".
في حين تنفي القاهرة كل المزاعم الخاصة بقتل الطالب الإيطالي، فيما تقول إيطاليا إن نورا وهبي زميلة ريجيني تجسّست عليه لصالح الأمن المصري.