بعد 8 سنوات من تعليق الترحيل.. ألمانيا تستأنف إبعاد سوريين إلى بلادهم، وحقوقيون ينددون

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/09 الساعة 18:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/09 الساعة 18:33 بتوقيت غرينتش
ملايين السوريين تعرضوا للتهجير بعد التدخل الروسي في سوريا، أرشيفية

قالت وكالة فرانس برس، في تقرير نشرته الأربعاء 9 ديسمبر/كانون اﻷول 2020، إن ألمانيا تتجه لاستئناف ترحيل بعض السوريين المدانين بجرائم ويمثلون خطراً، إلى بلادهم مرة أخرى، ما يثير جدلاً واسعاً في البلاد.

كذلك وبحلول الجمعة، يُتوقع أن يصدر وزير الداخلية هورست سيهوفر، المؤيد لاستئناف عمليات ترحيل السوريين إلى بلدهم وفق شروط معينة، قراراً مع نظرائه في المقاطعات الألمانية الـ16 بهذا الشأن. وسيشكل هذا القرار اختراقاً في بلد استقبل نحو 790 ألف سوري منذ عشر سنوات ويضمّ حالياً أكبر جالية سورية في أوروبا.

في المقابل علّقت ألمانيا منذ عام 2012، عمليات الترحيل إلى سوريا، بسبب النزاع الدامي الذي أسفر خلال قرابة عشرة أعوام، عن أكثر من 380 ألف قتيل وملايين اللاجئين وحوّل البلد الذي يحكمه نظام بشار الأسد بقبضة من حديد، إلى ساحة خراب.

تقييم حالات السوريين في ألمانيا 

إلا أن الوزير المحافظ، هورست سيهوفر، يأمل حالياً إجراء تقييم "لكل حالة على حدة على الأقل، للمجرمين والأشخاص الذين يُعتبرون خطرين.

من جانبها قالت متحدثة باسم سيهوفر، إن تعليق إعادة بعض السوريين الذي يتجدد في كل فصل، "لا يمكن أن يُطبّق من دون استثناء"، مما أثار غضب اليسار وحزب الخضر وكذلك منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

فيما اعتبر الوزير الأمر بمثابة رسالة إلى المخالفين السوريين الذين يرتكبون جرائم أو يعرّضون أمن الدولة للخطر، مفادها أن هذه الممارسات جعلتهم "يخسرون حقهم في الإقامة بألمانيا".

لكن عملياً، تصطدم هذه الإرادة السياسية بعقبات كبيرة. على غرار دول غربية أخرى، قطعت برلين علاقاتها الدبلوماسية بدمشق وليس لديها إذن متحدث باسمها في سوريا.

ويدعم مجمل قادة المقاطعات الألمانية وهم محافظون مؤيدون للمستشارة أنجيلا ميركل، تبديل هذا الحظر العام.

في المقابل، بالمقاطعات التي يحكمها الاشتراكيون الديمقراطيون، فإن فكرة الوزير تثير الرفض.

استقبال طالبي اللجوء

من ناحية أخرى ندّد وزير داخلية تورينغن الاشتراكي الديمقراطي، يورغ ماير، بانجراف سيهوفر "الشعبوي".

كما يأتي المشروع بعد اعتداء إسلامي مفترض نُسب إلى لاجئ سوري لديه سوابق قضائية كثيرة، ما أثار النقاش مجدداً حول استقبال طالبي اللجوء.

وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2020، أُوقف هذا الشاب السوري الذي وصل إلى ألمانيا في ذروة "أزمة" الهجرة عام 2015؛ للاشتباه في أنه قتل بسلاح أبيضَ سائحةً ألمانية في درسدن.

إلا أنه أدين بجنايات كثيرة، خصوصاً لمحاولته تجنيد مؤيدين لمنظمة مصنفة إرهابية.

استئناف ترحيل السوريين إلى بلادهم 

من جانبه يطالب حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الذي وضع الهجرة والأمن والإسلام في صلب أجندته، باستئناف عمليات ترحيل السوريين إلى بلدهم.

حيث ازدادت شعبية هذا الحزب بعد تدفق طالبي اللجوء في عامي 2015 و2016، حين استغل لغايات سياسية أحداثاً عدة تورَّط فيها مهاجرون.

من ناحية أخرى تعارض منظمات غير حكومية بشدةٍ هذا المشروع. واعتبر الأمين العام للفرع الألماني من منظمة العفو الدولية ماركوس بيكو، أن نظام الأسد يواصل "الوقوف خلف عمليات خطف وتعذيب منهجي وتصفية عشرات آلاف الأشخاص".

لكن في تقرير سري كشفت عنه صحيفة "تاغ شبيغل" الألمانية، تعتبر وزارة الخارجية أيضاً، أن الوضع الأمني "غير مستقر" وأن "الوضع الإنساني والاقتصادي لا يزال سيئاً جداً".

من جانبها تقوم ألمانيا، بشكل منتظم، بترحيل أفغان رُفضت طلبات لجوئهم، مؤكدةً أن بعض المناطق في أفغانستان آمنة.

في حين تراجَع عدد السوريين الذين يقدمون طلبات لجوء في ألمانيا نسبياً منذ عام 2017، لكن سوريا لا تزال تتصدر الدول التي يتقدم مواطنوها بطلبات لجوء في ألمانيا.

حيث إنه بين يناير/كانون الثاني ونهاية سبتمبر/أيلول 2020، قدّم 26775 سوريّاً طلبات لجوء. في أكثر من 88% من الحالات، مُنحوا الحماية.

علامات:
تحميل المزيد