أعلنت قوات الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الثلاثاء 8 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن احتجاز سفينة تجارية تابعة لتركيا، أثناء نقلها أدوية إلى مدينة مصراتة الليبية، بذريعة "عدم امتثالها للتعليمات"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول الرسمية التركية.
إخضاع السفينة للمراقبة: المتحدث باسم حفتر، أحمد المسماري، قال في بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنه تم احتجاز سفينة تحمل اسم "مبروكة" وترفع علم جامايكا وتعود ملكيتها لمواطن تركي.
كذلك زعم المسماري أن احتجاز السفينة جرى "لدخولها إلى منطقة محظورة، وعدم استجابتها للنداءات"، مشيراً إلى أنه تم نقلها إلى ميناء رأس الهلال.
يتكون طاقم السفينة من 9 أتراك و7 هنود وأذربيجاني واحد، وبحسب المسماري فإنها تخضع للتحقيق والمراقبة بسبب "انتهاكها القواعد والقوانين البحرية"، على حد قوله.
في نفس السياق، قال المسماري في تصريحات لفضائية "الحدث"، إن "سفينة تركيا تحمل أدوية باتجاه مصراتة، ولكن دخلت منطقة محظورة"، زاعماً أنهم وجهوا نداءات للسفينة ولم يتلقوا رداً، مضيفاً: "وإثر ذلك اقتربنا من السفينة بالقوارب ودخلناها، وكانت محملة بالأدوية نحو مصراتة".
أضاف المساري: "قبطان السفينة لم يتبع الإجراءات الواجب اتباعها، ودخل منطقة محظورة دون إذن، وتم التثبت من خلو السفينة من أي سلاح".
على صعيد متصل، نقلت وكالة الأناضول عن مصادر وصفتها بالموثوقة، قولها إن الشركة المشغلة للسفينة تواصلت مع طاقمها وأكدت أن وضعهم جيد، وأشارت المصادر إلى أن ما حدث هو إجراء ينفذ على السفن الأخرى أيضاً في المنطقة، وأن موضوع احتجازها غير وارد.
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصدر من تركيا- طلب عدم الكشف عن اسمه – قوله إن "السفينة تحمل أدوية ومنتجات طبية أخرى من مصر إلى ليبيا ومن المتوقع أن يُفرج عنها قريباً"، مضيفاً: "المرضى الذين يحتاجون بشكل عاجل للأدوية ومكونات الدم الموجودة على هذه السفينة ينتظرون في ليبيا. من الواضح أنها لا تحمل أسلحة أو أي شيء آخر (…) مثل هذا الاحتجاز لا يصح".
طرفان متخاصمان: وتُعد تركيا وقوات حفتر طرفين متخاصمين في ليبيا، إذ تدعم أنقرة قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، في وجه قوات حفتر، الذي يتلقى دعماً بشكل رئيسي من الإمارات ومصر وروسيا.
تركيا كانت قد هددت في مايو/أيار 2020، بأنها ستعتبر قوات شرق ليبيا بقيادة حفتر أهدافاً مشروعة إذا واصلت هجماتها على مصالحها وبعثاتها الدبلوماسية في ليبيا، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
كانت قوات شرق ليبيا قد خاضت هجوماً عنيفاً وطويلاً على العاصمة طرابلس التي تسيطر عليها حكومة الوفاق، لكن حملتها انتهت بالفشل، واضطرت إلى الانسحاب من مواقعها.
ويُشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني، وقوات حفتر وقعتا اتفاقاً لوقف إطلاق النار، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، وكانت الأمم المتحدة تعمل على إقامة حوار سياسي بهدف إجراء انتخابات العام القادم من أجل حل الصراع الدائر في ليبيا منذ فترة طويلة.