مشاكل في القلب وفي الدماغ.. أطباء يرصدون متلازمة جديدة مخيفة تصيب ناجين من فيروس كورونا

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/08 الساعة 20:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/08 الساعة 21:16 بتوقيت غرينتش
لكورونا/رويترز

أشار مجموعة من الأطباء إلى أنه أكثر المظاهر المخيفة لفيروس كورونا هو أن بعض الأعراض يمكن أن تستمر لأسابيع، وحتى أشهر، بعد التشخيص الأولي، وتشمل بعض الأعراض التي يُرجح استمرارها: الصداع، والسعال، والإرهاق، ومجموعة من المشكلات الإدراكية مثل فقدان الذاكرة وعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة من الزمن.

وفق تقرير لموقع  Boy Genius Report الأمريكي، الثلاثاء 8 ديسمبر/ كانون الأول 2020، فقد بدأ الأطباء في الآونة الأخيرة رصد متلازمة تسارع معدل ضربات القلب الموضعي الانتصابي (POTS)، باعتبارها متلازمةً قادرة على التأثير على الأشخاص بعد فترة طويلة من تعافيهم من الإصابة الأولية بفيروس كورونا. 

أعراض خطيرة 

ويُمكن أن تظهر المتلازمة مترافقة مع مجموعة متنوعة من الأعراض، بما في ذلك التعب المزمن الشديد والغثيان وآلام البطن.

في ما يتعلق بالإرهاق، كتب مريض فيروس كورونا من المصابين بمتلازمة تسارع القلب الانتصابي ما يلي لصحيفة The New York Times الأمريكي:

تعيق المتلازمة وقوف الإنسان لأكثر من بضع دقائق في كل مرة، لأن الضرر اللاإرادي يمنع الأوعية الدموية في الأطراف السفلية من إعادة الدم عكس الجاذبية بشكل صحيح إلى القلب والدماغ. 

يمكن لمعدل ضربات القلب أن يتضاعف أو يزداد ثلاث مرات عند الوقوف، في حين يؤدي نقص الأكسجين في الدماغ والجزء العلوي من الجسم إلى العديد من الأعراض التي تظهر لدى المصابين بالمتلازمة مثل: الدوار، والصداع، وضيق التنفس، وألم الصدر، و"تشوش الدماغ".

ولا تشكل تلك الحالة خطراً على حياة الإنسان، لكن قد يكون لها تأثير واضح على قدرة الشخص على عيش حياة طبيعية كما هو موضح أعلاه.

تأثير على الذاكرة 

حتى هذه اللحظة، ربما يتبادر لذهنك دراسة بحثية أجريت على 84 ألف ناجٍ من فيروس كورونا، والتي وجدت أن العديد من الناجين من فيروس كورونا يمكن أن يواجهوا تدهوراً معرفياً يكافئ شيخوخة الدماغ بقدر يبلغ 10 أعوام

في حين أفاد ناجون آخرون من فيروس كورونا عن اختبارهم عدداً من أوجه القصور المعرفية الأخرى مثل فقدان الذاكرة، وتغيرات طفيفة في الشخصية. وعلى جانب آخر متصل، كشفت دراسة أجرتها جامعة Northwestern  أن 31% من مرضى فيروس كورونا الذين احتاجوا إلى رعاية بالمستشفى تعرضوا لاعتلال دماغي، وهو مصطلح شامل تندرج تحته أعراض فقدان الذاكرة ومشاكل التركيز وغيرها.

ووفقاً لموقع مايو كلينيك الطبي، تتضمن بعض الاستراتيجيات غير الدوائية المصممة للمساعدة في علاج هذه المتلازمة ما يلي:

يُمكن لتحسين صحة النوم، وممارسة التمارين الهوائية وتمارين القوة، والعلاج السلوكي المعرفي المصمم لإدارة الألم والأعراض، أن تكون أدوات فعالة للتعافي. كما ينصح بتجنب التغييرات المفاجئة في وضعية الجسم لتحسين حجم دم الدورة الدموية وتعزيز العائد الوريدي، فضلاً عن ضرورة تجنب الاستلقاء لفترات طويلة، ودرجات الحرارة المرتفعة، ووجبات الأطعمة الضخمة، وعقاقير توسيع الأوعية أو العقاقير المحاكية للجهاز العصبي الودي. 

كما أن زيادة تناول السوائل (ويفضل أن تكون خالية من الكافيين) والملح عادة ما تكون مفيدة في تلك الحالة.

وفي النهاية، فإنه نظراً لأن خبراء الصحة ما يزالون يحاولون توسيع فهمهم لفيروس كورونا، نواجه جميعاً واقعاً مؤسفاً يتمثّل في أنه قد تمضي سنوات قبل أن نفهم تماماً التأثير طويل المدى لفيروس كورونا على بعض الناجين.

تحميل المزيد