حسم الحرس الثوري الإيراني، الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، طريقة اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، وذلك بعد تضارب الأنباء حول وجود مسلحين في مكان العملية من عدمه، وما إذا كانت هناك أسلحة آلية نصبت بالمكان، وذلك في عملية اغتيال مقعدة نُفذت بأسلوب جديد بالكامل في قلب العاصمة طهران، اتهِمت فيه إسرائيل من قبل إيران بالوقوف خلفها.
نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد علي فدوي أكد التكهنات التي تشير إلى أن اغتيال محسن فخري زادة تم بواسطة رشاش، كاشفاً النقاب عن أن التحكم بهذا السلاح تم عبر الأقمار الاصطناعية والإنترنت، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية
تفاصيل عن دقة تنفيذ العملية: فدوي أكد أيضاً أن مكان الحادث لم يتواجد به أي مسلحين الذين وصفهم بـ"الإرهابيين"، مضيفاً أنه "تم إطلاق 13 رصاصة من رشاش كان يركز على وجه زادة بكاميرا متطورة بمساعدة الذكاء الاصطناعي"،
هذه المعلومة التي نقلتها وكالة مهر الإيرانية عن فدوي كشفت أيضاً الدقة الشديدة التي امتازت بها هذه العملية، فقد أوضح فدوي أن زوجة العالم النووي كانت بجانبه لحظة تنفيذ العملية، لدرجة أنها كانت تبعد عنه فقط 25 سنتيمتراً، إلا أن الرصاصات التي أطلقت على فخري زادة لم تخطئ الهدف، وأصابته لوحده، دون إصابة زوجته بأي طلقة.
يذكر أن اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده تم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر في استهداف لموكبه شمل تفجير سيارة وإطلاق رصاص، وذلك على طريق في مدينة آب سرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.
حراسة مشددة كانت برفقة فخري: وكشف فدوي عن أن فخري كانت ترافقه حراسة مشددة مكونة من 11 حارساً، إلا أن تركيز إطلاق النار الآلي الذي حدث كان مركزاً على وجه فخري زادة فقط.
كما أوضح فدوي أن رئيس فريق حماية فخري زادة أصيب بأربع رصاصات، لأنه ألقى بنفسه على العالم النووي في محاولة منه لحمايته، مؤكداً أنه لم يكن هناك أي أفراد "معادين" في موقع العملية.
من جانبها كانت إيران قد اتهمت في وقت سابق جهاز "الموساد" الإسرائيلي ومنظمة "مجاهدي خلق" المحظورة، بتنفيذ عملية الاغتيال، فيما أوردت محطة "برس تي في" الرسمية الإيرانية سابقاً أن الأسلحة التي استخدمت في عملية اغتيال فخري زادة "صُنعت في إسرائيل".
يذكر أنه ومنذ مقتل فخري زادة، برزت روايات عدة لعملية الاغتيال التي استهدفته، وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت بادئ الأمر أنه قضى متأثراً بجروحه بعد عملية استهداف لموكبه شملت تفجير سيارة وإطلاق رصاص، فيما تحدّثت وكالة مهر عن مقتله برصاص "رشاش تم التحكّم به عن بعد"، من دون ذكر أي مصدر لهذه المعلومات.
وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إن فخري زادة كان أحد معاونيه ورئيساً لمنظمة الأبحاث والإبداع في الوزارة، وكان يعمل في مجال "الدفاع النووي".