أعلن الجيش الليبي، التابع لحكومة الوفاق المعترف بها دولياً، الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن هجوماً نفذته ميليشيا الجنرال خليفة حفتر، على أحد معسكرات الجيش بمدينة أوباري، في الجنوب الليبي، ولكنها لم تفلح في اقتحامه، فيما لا تزال قوات حفتر تحاصر المكان مطالبة بتسليمه.
الناطق باسم غرفة عمليات سرت الجفرة التابعة للجيش، الهادي دراه، صرح للأناضول بأن "قوة كبيرة تابعة لميليشيا حفتر، هاجمت معسكر "علي كنة" في أوباري، حيث دار اشتباك بسيط، قبل إجبارها على التراجع، ولكن دون أن تنسحب".
يشار إلى أن أوباري هي ثاني أكبر مدينة في الجنوب الليبي بعد سبها، وغالبية سكانها من الطوارق، فيما يعد هذا الهجوم الأول من نوعه الذي تشنه ميليشيا حفتر على معسكر "علي كنة" منذ تحرير العاصمة طرابلس، في مايو/أيار الماضي، بحسب وكالة الأناضول.
دعوة للاستسلام: من جهته، قال عضو غرفة عمليات أوباري التابعة للجيش الليبي، مجدي بوهنة، إن "القوة المهاجمة جاءت من مدينة سبها، وتمركزت بمنطقة جرمة، التابعة لأوباري".
عضو غرفة عمليات أوباري أكد لمراسل وكالة الأناضول أن "المهاجمين يحاصرون المنطقة، ويطالبون بتسليم المعسكر"، مشيراً إلى أنهم "لن يتنازلوا ولن يسلموا المعسكر، وسيردون على أي هجوم جديد".
خرق جديد: يذكر أنه في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، هدمت ميليشيا حفتر، منازل مدنيين في أوباري، واختطفت عدداً من الشباب (عددهم غير محدد)، وفق بيان للجيش الليبي.
فيما يأتي الخرق الجديد لوقف إطلاق النار من طرف ميليشيا حفتر بالرغم من تحقيق الفرقاء تقدماً في مفاوضات على المستويين العسكري والسياسي للتوصل إلى حل سلمي للنزاع الدموي.
حيث انطلق الحوار الليبي في العاصمة التونسية، مطلع الشهر الماضي، بمشاركة 75 ممثلاً عن الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة التي أبدت تفاؤلاً بالوصول إلى توافقات حول خارطة طريق تنهي 10 سنوات من الفوضى في البلاد.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن المحادثات السياسية التي تندرج في إطار عملية متعدّدة المسارات تشمل المفاوضات العسكرية والاقتصادية، تسعى إلى توحيد البلاد تحت سلطة حكومة واحدة وتمهد الطريق أمام إجراء انتخابات.
ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط صراعاً مسلحاً، حيث تنازع ميليشيا حفتر، بدعم من دول عربية وغربية، الحكومة الليبية على الشرعية والسلطة، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار مادي هائل.