انتقد الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، إسرائيل بشدة، وذلك خلال قمة أمنية عقدت في البحرين، الأحد 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، واصفاً تل أبيب بالقوة "الاستعمارية الغربية"، وذلك بحضور وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي افتراضياً، الذي قال إن تصريحات الأمير السعودي البارز "لا تعبر عن روح المنطقة".
وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، قالت، الأحد، إن تصريحات الأمير تركي الفيصل في حوار المنامة، التي وصفتها بـ"النارية" فاجأت وزير الخارجية الإسرائيلي، خاصة أن الإسرائيليين يتلقون ترحيباً حاراً من المسؤولين في البحرين والإمارات بعد اتفاقات لتطبيع العلاقات.
تصريحات نارية: في كلمته، افتتح الأمير تركي ملاحظاته بمقارنة ما وصفه بأن تصور إسرائيل كونها "محبة للسلام ومن أنصار مبادئ أخلاقية عالية" يتعارض مع واقع فلسطيني أكثر قتامة من العيش في ظل قوة "استعمار غربي".
قال الأمير تركي إن إسرائيل "سجنت الفلسطينيين في معسكرات اعتقال تحت أبشع الاتهامات الأمنية، صغاراً وكباراً ونساءً ورجالاً، متعفنين هناك دون اللجوء إلى العدالة"، كما أضاف: "إنهم يهدمون المنازل كما يشاءون ويقتلون من يريدون".
كما انتقد الأمير السعودي ترسانة إسرائيل غير المعلنة من الأسلحة النووية.
وعن موقف السعودية من اتفاقيات التطبيع، كرر الأمير الموقف الرسمي للمملكة بأن الحل يكمن في تنفيذ مبادرة السلام العربية، وهي صفقة رعتها السعودية عام 2002 تقدم لإسرائيل علاقات كاملة مع جميع الدول العربية مقابل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
أعبر عن أسفي: من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي، الذي تحدث مباشرة بعد الأمير تركي: "أودُّ أن أعبر عن أسفي لتصريحات المندوب السعودي".
أضاف الوزير الإسرائيلي: "لا أعتقد أنها (تصريحات الأمير السعودي) تعكس الروح والتغييرات التي تحدث حالياً في الشرق الأوسط".
كما ادعى أشكنازي، الذي شغل سابقاً منصب رئاسة أركان جيش الاحتلال، أن "الطريقة الوحيدة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو الحوار والتنازل الذي سيقوم به الجانبان"، مشدداً على إمكانية الرجوع إلى طاولة المفاوضات.
من جانبه، سعى وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، الذي كان على خشبة المسرح إلى محاولة لتهدئة التوترات قائلاً: "إن طريق السلام ليس طريقاً سهلاً، وأنه سيكون هناك الكثير من العقبات"، إلا أنه شدد على أهمية حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين على النحو المتوخى في مبادرة السلام العربية.
تيار مُعارض: بحسب الوكالة الأمريكية، فقد سلطت هذه المواجهة الضوء على استمرار المعارضة الواسعة لإسرائيل من قبل الكثيرين داخل المملكة العربية السعودية، على الرغم من بعض الجهود التي تدعمها الدولة لتعزيز التواصل مع الجماعات اليهودية ومن أنصار إسرائيل.
يُشار إلى أنه على الرغم من الأمير تركي الفيصل لا يتمتع بمنصب رسمي خلال هذه الفترة، فإنه قاد المخابرات السعودية لأكثر من 20 عاماً وعمل سفيراً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وينظر إلى موقفه على أنه يعكس بشكل وثيق موقف الملك سلمان، في الوقت الذي يتوقع مراقبون من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استعداداً أكبر للتواصل مع إسرائيل، بحسب الوكالة.
نتنياهو كاذب: قبل يومين، الجمعة، نفى الأمير تركي الفيصل، في حديث لشبكة cnn الأمريكية، أن بلاده تتحضر للتطبيع مع الاحتلال، مؤكداً نفي الرياض خبر لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بـ"الكاذب".
قال الأمير تركي الفيصل تعقيباً على خبر لقاء نتنياهو وولي العهد محمد بن سلمان: "وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أنكر ذلك كلياً، وللأسف وسائل الإعلام تتبع ما يصدر من إسرائيل ولا تتبع ما يصدر من المملكة".
أضاف كذلك: "المملكة نفت ذلك وأعتقد أن مصداقية المملكة يجب أن تكون أعلى بكثير من مصداقية شخص مثل نتنياهو، المتهم في بلده أنه كذب على الشعب الإسرائيلي في عدة أمور، فكيف يصدقون كذاباً؟".
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك تحضيرات للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، أكد الفيصل أنه "ليس هناك تحضير لأي شيء".
حيث أكد الأمير السعودي أن "المملكة ثابتة على موقفها الذي أوضحه الملك في خطابه لمجلس الشورى، حينما ذكر أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة الأولى، وأن المملكة ملتزمة بالمبادرة العربية للسلام"، وعاد ليتساءل مستنكراً: "لماذا كلام الملك لا يُصدق وكلام نتنياهو يُصدق".