قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن الناشطة المحتجزة لجين الهذلول، متهمة "بالاتصال بدول غير صديقة للمملكة، وتقديم معلومات سرية"، وذلك بعد إحالتها إلى محكمة مختصة بالإرهاب.
ناشطات معتقلات: جاء ذلك في مقابلة أُجريت على هامش مؤتمر "حوار المنامة" في البحرين، وذكر بن فرحان في تعليقه على قضية الهذلول أن "الأمر يعود إلى المحاكم لتقرر (…) ما هي الوقائع"، دون إعطاء تفاصيل إضافية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
أشار الوزير السعودي إلى أن المملكة "لا تنظر بطريقة أو بأخرى إلى الضغط الدولي فيما يتعلق بهذه القضايا". وأكد أنّ "هذه قضايا داخلية متعلقة بأمننا الوطني، وسوف نتعامل معها بطريقة مناسبة من خلال نظامنا القضائي".
اعتُقلت الهذلول البالغة 31 عاماً، في مايو/أيار 2018، مع نحو عشر ناشطات أخريات، قبل أسابيع من الرفع التاريخي للحظر المفروض منذ عقود على قيادة النساء للسيارات في المملكة، وهو إصلاح كنَّ ينادين به.
كذلك أحالت السلطات السعودية أواخر الشهر الماضي قضية الهذلول إلى محكمة مختصة بقضايا الإرهاب، وفق عائلتها، ما أثار احتمال صدور عقوبة سجن طويلة بحقها، رغم الضغوط الدولية التي تُمارَس لإطلاق سراحها.
رفض الاتهامات: وانتقدت منظمات حقوقية بشدة المعاملة التي تخضع لها الهذلول، وأشارت شقيقتها لينا إلى أنه خلال فترة توقيفها التي امتدت لثلاث سنوات قبل المحاكمة لم يتم تقديم أي دليل يدعم المزاعم ضدها.
قالت في هذا السياق إن "الاتهامات بحق لجين لا تذكر أي اتصال مع دول غير صديقة، (…) وهم أشاروا بوضوح إلى اتصالها بالاتحاد الأوروبي وبريطانيا وهولندا. فهل تعتبر السعودية هذه الدول عدوة؟".
أضافت لينا أن "الاتهامات لا تذكر أي شيء يتعلق بمعلومات سرية أيضاً، بل جميعها تتعلق بنشاطها (…) إنهم يتهمونها بالتحدث عن وضع حقوق الإنسان في السعودية في مؤتمرات دولية ومع منظمات غير حكومية"، وشدَّدت على أن شقيقتها لجين لم تكن على علم ما هي هذه المعلومات السرية.
كانت الهذلول التي أضربت عن الطعام لمدة أسبوعين مؤخراً في سجنها بدت "ضعيفة" و"ترتجف بطريقة لاإرادية" عندما مثلت في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، أمام المحكمة الجنائية في الرياض، حيث تخضع للمحاكمة منذ مارس/آذار 2019، في جلسات مغلقة، وفق شقيقتها لينا.
وتُواجه السعودية انتقادات دولية متنامية لسجلها في مجال حقوق الإنسان، ويُعتقد أن الإدارة المقبلة للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد تكثف التدقيق في إخفاقاتها بهذا المجال.
فبينما تم الإفراج مؤقتاً عن بعض الناشطات، فإن الهذلول وأخريات لا يزلن خلف القضبان، بتُهم تصفها جماعات حقوقية بأنها مبهمة.