طلبت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارغريتا روبلز، من المُدَّعين فتح تحقيقٍ جنائي مع مجموعةٍ من الضباط المتقاعدين تحدَّثوا عبر تطبيق واتساب عن التحريض على انقلاب في إسبانيا، وهدَّدوا بـ"إبادة 26 مليوناً" و"تطهير الحُمر".
صحيفة The Times البريطانية أوضحت الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن المجموعة المُكوَّنة من 40 مشاركاً، وجميعهم من ضباط القوات الجوية المتقاعدين، تبادلوا الرسائل الخاضعة للمراجعة الآن. وكَتَبَ أحدهم: "جاهز للقتال. اذهب إلى الحُمر. ارفع معنوياتك وحارِب".
تهديدات بقتل 26 مليون شخص
تخلَّلَت المحادثات عباراتٌ مثل "ما مِن خيارٍ سوى البدء في إطلاق النار على 26 مليوناً من أبناء العاهرات"، وهو العدد التقديري للإسبان ذوي الميول اليسارية والانفصاليين.
كما وقَّع بعض المشاركين في المحادثات رسالةً إلى الملك فيليب السادس أكَّدوا له فيها ولاءهم، فيما حذَّروا من أن حكومةً "شيوعية اجتماعية" تقود البلاد نحو التفكُّك. أثارت تلك الرسالة، ورسالةٌ أخرى مماثلة للملك من كبار ضباط الجيش، مخاوف بشأن استمرار الدعم داخل الجيش لديكتاتورية فرانكو. وهاجَمَت الرسائل أيضاً مجتمع المثليين والنسويات والانفصاليين الكتالونيين.
حث الملك على الإطاحة بالحكومة في إسبانيا
يقول أحد أعضاء مجموعة المحادثة: "نحن نتحمَّل أسبوع المثليين أو رفع رايتهم تحت أعين الحرس المدني. كيف نتظاهر بأن هذا الموضوع الحقير يحترم علم الأمة التي تُطعِمهم؟".
بينما قال خوسيه إغناسيو دومينغيز، الملازم المتقاعد المشارك في المحادثات عبر واتساب، لبرنامج Las Cosas Claras التلفزيوني، إن بعض الأعضاء أرادوا حثَّ الملك على إطاحة الحكومة.
كما أوضح أن هناك "حركة" أرادت "تعبئة كل الضباط المتقاعدين" للقاء الملك. ووافقوا في نهاية المطاف، على كتابة خطاب. وقال: "ما أرادوه هو أن يتدخَّل الملك في السياسة ويُسقِط الحكومة".
التحقيق في "الجريمة"
من جهتها، قالت وزيرة دفاع إسبانيا، إنها سلَّمَت الوقائع إلى النيابة العامة؛ للتحقيق فيما إذا كانت جريمةٌ قد ارتُكِبَت. وشدَّدَت على أن أعضاء المجموعة أقلية ولا يمثِّلون القوات المُسلَّحة.
فيما أعاد أحد أعضاء المجموعة توجيه رسالة صوتية من زعيم حزب "فوكس" اليميني المتطرِّف، قال فيها: "مرحباً، أنا سانتياغو أباسكال. قيل لي إن هذه مجموعةٌ تستحق التحية. عناقي للجميع. عاشت إسبانيا".
بينما قال إيفان إسبينوزا دي لوس مونتيروس، المُتحدِّث البرلماني باسم حزب فوكس، إن الرسالة لم تكن مُوجَّهةً بالتحديد إلى مجموعة الضباط المتقاعدين.
وتجاهَلَ بابلو إغليسياس، زعيم حزب بوديموس، الفضيحة، قائلاً: "ما يقوله هؤلاء السادة، مع تقدُّمهم في العمر وتقاعدهم فعلياً، بعد بضع كؤوسٍ من الشراب، لا يشكِّل أيَّ خطر".