بعد أسابيع على الأخبار التي تحدثت عن تدهور الحالة الصحية للداعية السعودي المسجون سلمان العودة، قال نجله عبدالله، الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن والده "فقد تقريباً نصف بصره ونصف سمعه" في السجن.
في سبتمبر/أيلول 2017، أوقفت السلطات السعودية دعاة بارزين، وناشطين في البلاد، أبرزهم، سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري، بتهم "الإرهاب والتآمر على الدولة"، وسط مطالب من شخصيات ومنظمات دولية وإسلامية بإطلاق سراحهم.
تدهور الوضع الصحي للشيخ سلمان العودة
عبدالله العودة، أوضح في تغريدة عبر حسابه الموثق على تويتر، متحدثاً عن والده: "الدعاء لتأليف القلوب، والدعاء لمصلحة الشعوب، كلّف هذا الإنسان حريته، عرّضه للأذى والتعذيب والضغط والحرمان من العلاج، في الحبس الانفرادي منذ لحظة اعتقاله (أكثر من ثلاث سنوات)".
كما أردف قائلاً: "أخبره طبيب السجن أنه تقريباً فَقَد نصف سمعه ونصف بصره! ولا يزالون يريدون أذاه!".
بينما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات السعودية بشأن ما ذكره نجل العودة، غير أنها عادة ما تؤكد احترامها لحقوق الإنسان والسجناء.
اعتقل قبل 3 سنوات
منذ أن اعتقل الشيخ سلمان العودة بدأت صحته في التدهور، إذ قال نجله عبدالله في أغسطس/آب 2018، إن الوضع الصحي لوالده عاد للتدهور بعد نقله لأحد سجون الرياض في "ظروف سيئة جداً".
كما أوضح وقتها نجل الداعية السعودي أن نقل والده إلى سجن الحائر بالرياض كان مفاجئاً وغريباً، وفيه محاولات حثيثة "للإهانة والإذلال"، وأضاف في سلسلة تغريدات على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "الوالد لم يعلم بوجود محاكمة إلا منّا نحن أثناء اتصاله، وإلى هذه اللحظة لا يعلم ولا نعلم عن ظروف المحاكمة وملابساتها ولاعن التهم، ولا أي ضمانات عدلية حقيقية ولا محاكمة علنية".
قال أيضاً، خلال نقله من سجن ذهبان "كان مقيّد اليدين والرجلين، مغطّى العينين، ثم وضعوه في سيارة مظلمة كأنها القبر تسرع فيه فيضرب السقف ثم يسقط على الأرض في الطريق مراراً، ثم نقلوه بعدها بطائرة وهو على وضعه المقيّد والمغطّى بالكامل".
حسب نجل الداعية السعودي فإنه تم وضع والده بزنزانة مخيفة صغيرة جداً (متر في متر) بسجن الحائر، "ليس فيها حتى دورة مياه"، وبعدها نقلوه للانفرادي واستمروا في التجاهل الصحّي، ما أدّى لارتفاع ضغط الدم مرّة.
تعذيب بالسجن
في نهاية 2019، قال عبدالله، نجل الداعية السعودي: "والدي يتعرض لمعاملة في السجن تُصنف دولياً على أنها تعذيب".
أضاف: "والدي كان يُحرم من النوم عدة أيام، ويُترك مقيداً في العزل الانفرادي، ويتم تقديم الطعام له في كيس صغير يُرمى له وهو مقيد، فيضطر إلى فتح الكيس بفمه".
فيما لم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الرياض، غير أنها عادة ما تشدد على استقلال قضائها ونزاهته، وحسن معاملة سجنائها.
كما مُنع الداعية السعودي من الاتصال بعائلته
كشفت منصة حقوقية سعودية، الإثنين، 8 يونيو/حزيران 2020، عن منع سلطات المملكة الداعية الموقوف سلمان العودة (63 عاماً)، من الاتصال بعائلته، وذلك خلافاً لما يروج له مؤيدون للسلطة من تمتعه بحقوقه داخل محبسه.
حيث ذكر حساب "معتقلي الرأي"، وهو معني بالمعارضين الموقوفين في المملكة، عبر "تويتر": "تأكد لنا أن الشيخ سلمان العودة موجود حالياً بسجن الحائر في الرياض".
وشدد حساب "معتقلي الرأي" على أنه "لا يزال ممنوعاً تماماً من الاتصال بالعائلة منذ انتشار مقطع اتصاله الأخير منتصف مايو/أيار الماضي". وأردف: "نطالب السلطات بإنهاء اعتقاله التعسفي، والإفراج عنه فوراً من دون قيد أو شرط مسبق".
سبق أن بث حساب "معتقلي الرأي"، منتصف مايو/أيار 2020، ما قال إنه تسجيل مصور لمكالمة هاتفية تجمع سلمان العودة وهو "مرهق"، من داخل أحد سجون المملكة، مع والدته وابنته، في أول تسجيل صوتي له من داخل محبسه.
آنذاك رأى مؤيدوين للسلطة، عبر "تويتر"، أن مكالمة سلمان العودة تفند مزاعم تعرضه لسوء معاملة في السجن أو تعرض صحته لخطر، في مقابل تأكيد آخرين أن قِصر مدة المكالمة وسرعتها تدلان على معاناته.
غير أن تغريدة "معتقلي الرأي" أيدت صحة ما ذهب إليه الفريق الثاني من أن العودة يعاني من عدم تمكنه من إجراء اتصال بأسرته.
وأوقفت جهات أمنية العودة من منزله بالرياض، في 9 سبتمبر/أيلول 2017، ضمن حملة اعتقالات شملت رموزاً في "تيار الصحوة"، أكبر التيارات الدينية بالمملكة.
وبعدها بعام خضع العودة لمحاكمة لم تنته بعد.