تقترب إسرائيل من إجراء انتخابات مبكرة، ستكون الرابعة في غضون عامين، بعدما وافق الكنيست، الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الثاني، موافقة أولية على مشروع قانون لحلّ المجلس، في خضم أزمة داخل الائتلاف المنقسم بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
إذ لا يزال مشروع القانون، الذي قدَّمته المعارضة ويدعمه وزير الدفاع بيني غانتس الشريك الرئيسي في ائتلاف نتنياهو، بحاجة لاجتياز ثلاث عمليات تصويت بالكنيست في المستقبل ليصبح قانوناً، مما يتيح للرجلين مزيداً من الوقت لمحاولة حل خلافاتهما.
خلافات بين نتنياهو وغانتس
هناك خلاف بين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني، وغانتس زعيم حزب "أزرق-أبيض" المنتمي إلى الوسط، بشأن إقرار الموازنة العامة.
فقد نافس غانتس غريمَه نتنياهو في ثلاث جولات انتخابية لم تفضِ إلى نتائج حاسمة منذ منتصف 2019، وانضم في النهاية إلى حكومة ائتلافية مع نتنياهو، أطول رئيس وزراء بقاءً في السلطة بإسرائيل، في مايو/أيار، لكن الخلافات المتكررة بينهما استمرت.
بينما أشار رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع بيني غانتس، في خطاب متلفز، مساء الثلاثاء، إلى نية الائتلاف الوسطي الذي يترأسه (أزرق-أبيض)، دعم مشروع قانون لحل الكنيست.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن قرار غانتس يسلط الضوء على الانقسامات الآخذة في الاتساع داخل تحالف يمين الوسط الذي واجه خطر الانهيار منذ تشكيل الائتلاف بين "ليكود" برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وغانتس، على خلفية انعدام الثقة والاقتتال الكلامي الداخلي والاتهامات العلنية بين الطرفين.
كما حرص وزير الدفاع على تذكير الإسرائيليين بالانتخابات الثلاثة التي مروا بها خلال أقل من عام والتي لم تكن حاسمة، إذ لم تسمح نتائج أي من الحزبين بتشكيل حكومة أغلبية؛ ما دفعهما إلى الائتلاف.
فيما أكد غانتس أن قراره تشكيل حكومة وحدة مع نتنياهو الذي يعي أنه "يخلف بوعوده دائماً"، ما كان إلا بهدف تجنيب الإسرائيليين التوجه إلى انتخابات رابعة "بشعة ومُكلفة"، في وقت يكافح الجميع لاحتواء جائحة فيروس كورونا. وأشار إلى أن "نتنياهو لم يكذب عليّ، لقد كذب عليكم جميعاً".
نتنياهو مُتهم بـ"ضرب التحالف"
اتفق كل من نتنياهو وغانتس على تشكيل تحالف ائتلافي في أبريل/نيسان، ينص على ترتيبات لتقاسم السلطة. وبناء عليه، يتولى نتنياهو رئاسة الوزراء لعام ونصف العام، على أن يترك المنصب بعد ذلك لغانتس في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
لكن يبدو أن معارضي نتنياهو على يقين بأنه سيجد وسيلة لضرب التحالف قبل التخلي عن المنصب لغانتس. وشهدت صفقة التحالف بين الرجلين كثيراً من العقبات، على رأسها الفشل في تمرير الميزانية.
إذ لطالما اتهم غانتس خصمَه نتنياهو بتضليل الجمهور فيما يتعلق بملف الميزانية، وذلك خدمةً لأهداف رئيس الوزراء السياسية الخاصة، على ما يقول.
قال غانتس: "التزم نتنياهو في أغسطس/آب بتمرير الميزانية، وبالطبع لم ينفذ ما قال، ووعد بأن يقوم بذلك في ديسمبر/كانون الأول ولم ينفذ. هل يصدّقه أحد بعد الآن؟".
كما دعا وزير الدفاع، رئيسَ الوزراء إلى "إقرار ميزانية الدولة"، مشيراً إلى أن ذلك سيجنّب الجميع انتخابات جديدة.
في المقابل، حثَّ نتنياهو في مقطع فيديو مصور قبل وقت قصير من تصريحات غانتس، الثلاثاء، شريكَه الخصم على الحفاظ على تحالفهما. وقال: "ليس الوقت للانتخابات، إنه وقت الوحدة"، مشيراً إلى المخاطر السياسية الضخمة في حال تم الذهاب إلى انتخابات جديدة.
لكن رغم ذلك نتنياهو لا يزال في الصدارة
فقد توقعت آخر استطلاعات الرأي أن يتصدر حزب ليكود بزعامة نتنياهو نتائج الانتخابات، يليه اليمين المتطرف المعارض بزعامة نفتالي بينيت، ثم حزب "ييش عتيد تيليم" بزعامة الوسطي يائير لابيد، وبعده حزب "أزرق-أبيض" بزعامة غانتس.
بات يُنظر إلى لابيد، حليف غانتس السابق الذي يتزعم المعارضة حالياً، على أنه خصم قوي في مواجهة نتنياهو أكثر من غانتس.
بينما رأى كاتب العمود السياسي عاميت سيغال، في تعليق على موقع "إن 12" الإسرائيلي، أن الزخم السياسي لغانتس آخذ في التناقص.
كما قال سيغال، إن حزب أزرق-أبيض "لن يعود إلى المربع الذي كان يُعتبر فيه بديلاً حكومياً"، مضيفاً: "لا يمكن للحزب إلا أن يتوقع حملة انتخابية صعبة".