انهمكت شركة أمازون في حملة توظيف غير عادية خلال العام الجاري، التي شهدت جذب 1400 عامل جديد يومياً وتعزيز قوتها بعد زيادة ترسيخ أهمية التسوق الإلكتروني خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، وفقاً لما نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية.
لكن وتيرة التدفق على الشراء الإلكتروني تسارعت منذ بداية الجائحة؛ ما أدى إلى تقوية أعمال أمازون وجعلها الفائز من الأزمة. ووفقاً لكارين وايز، مراسلة صحيفة The New York Times، إنَّ الشركة جلبت نحو 350 ألف موظف جديد، أي بمعدل 2800 موظف يومياً، اعتباراً من شهر يوليو/تموز.
وكان معظمهم من عمال المستودعات، لكن أمازون وظفت أيضاً مهندسي برمجيات واختصاصيين في الأجهزة لدعم مشروعاتها، مثل الحوسبة السحابية، والأجهزة وخدمات البث الترفيهي، التي انتشرت في ظل الجائحة.
أكثر من 1.2 مليون موظف: ويزيد حجم التوظيف حتى عمّا يبدو عليه؛ لأن الأرقام لا تأخذ في الحسبان عدد الموظفين الذين يتركون الشركة، ولا 100 ألف عامل مؤقت يوُظَّفَون خلال موسم التسوق في العطلات. إلى جانب أنها لا تتضمن ما تُظهِره المستندات الداخلية على أنه ما يقرب من 500000 سائق توصيل، وهم متعاقدون وليسوا موظفين مباشرين في أمازون.
وزادت هذه التعيينات الجديدة حجم القوى العاملة لشركة أمازون عالمياً إلى أكثر من 1.2 مليون موظف.
فيما لا يُقَارن النمو السريع لموظفي أمازون بأي مثيل في تاريخ الشركات الأمريكية. إذ يفوق بكثير 230000 موظف أضافتهم سلسلة متاجر التجزئة، وول مارت –أكبر مُوظِف خاص يضم أكثر من 2.2 مليون عامل- في عام واحد منذ عقدين مضيا.
إذ قال اقتصاديون ومؤرخو شركات إنَّ أقرب المقارنات لشركة أمازون هي عمليات التوظيف التي نفذتها صناعات بأكملها في زمن الحرب، مثل بناء السفن خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية أو بناء المنازل بعد عودة الجنود من الخدمة.
وفي هذا السياق، قال مارك وولفرات، مؤسس شركة الاستشارات اللوجستية MWPVL International، التي تتابع عمليات أمازون، إنَّ الشركة قد ضاعفت ثلاث مرات تقريباً عدد مستودعاتها في الولايات المتحدة المُستخدَمة في "عمليات الميل الأخير" -حركة البضائع من محور النقل إلى وجهة التسليم الأخيرة- هذا العام. ولأن سائقي التوصيل هم عادةً من المتعاقدين؛ لا تكشف أمازون عن الأرقام الخاصة بهم في الملفات التنظيمية.
أضاف وولفرات: "لقد ابتكروا خدمة طرود سريعة خاصة بهم في السنوات العدة الأخيرة. لم يُرَ لوتيرة التغير هذه مثيل من قبل".