وصفت كاتبة إسرائيلية مدينة دبي الإماراتية بكونها "أشهر مراكز العبودية والاتجار بالبشر المعاصرة وأكثرها قسوة"، وأوضحت في مقال نشرته في صحيفة Haaretz العبرية، الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن النظام الذي وضعته الإمارة يهدف إلى استغلال البشر في الدعارة، وغيرها من أشكال الاستغلال الجنسي، والعمالة القسرية، والعمل في أوضاع أشبه بالعبودية.
"يتحولون إلى عبيد" بمجرد دخولهم دبي
تزعم الصحفية الإسرائيلية، أماليا روزينبلوم، أن الواجهة البراقة لجنَّة الصحراء فتحت نظاماً مُجحفاً ومميتاً من توظيف، ونقل، واختطاف، والتلاعب بالبشر- خاصةً النساء- عن طريق التهديد أو الإجبار بالقوة، إلى جانب أشكال الإكراه الأخرى.
كما قالت إنه منذ لحظة دخولهم البلاد، يصيرون فعلياً في حالة اختطاف ويتحولون إلى عبيد.
داخل الإمارات، تقول الصحفية، هناك أكثر من ثمانية ملايين عامل وافد، يمثلون أكثر من 95% من القوى العاملة. ويعملون مقابل أجر زهيد للغاية في الإنشاءات أو في وظائف الخدم. وغالبيتهم من ضحايا الاتجار بالبشر أو العمالة القسرية.
إذ أشارت إلى أن فنادق دبي اللامعة، ومراكز التسوق الشاسعة، والشواطئ المثالية كلها مبنية "ويقوم على خدمتها أشخاص سُلِبوا أبسط حقوقهم كبشر بأساليب عنيفة".
فهم يأتون إلى الإمارات من دول لا يستطيعون كسب قوتهم داخلها (وبعض الناس جاءوا من مناطق مزَّقتها الحرب مثل العراق)، ويدفعون في غالبية الحالات رسوماً باهظة من أجل دخول البلاد.
لكن منذ لحظة دخولهم، يصيرون فعلياً في حالة اختطاف ويتحولون إلى عبيد على حد تعبير صحيفة "هآرتس": تُؤخذ جوازات سفرهم، ويُغير أصحاب عملهم العقود من طرفٍ واحد، ويتعرضون لانتهاكات جنسية وجسدية، ولا تُدفع لهم أجورهم التي وُعدوا بها في البداية. كما تُختطف العديد من النساء من أجل العمل في صناعة الجنس بالبلاد.
البشر هنا يمكن اعتبارهم "سلعةً استهلاكية"
من الناحية الظاهرية، توضح أماليا روزينبلوم، يتحرك المسؤولون الإماراتيون بين الفينة والأخرى للقبض على أحد المخالفين للقانون وترحيله، لكن العاملين في الاتجار بالنساء يعملون في الواقع تحت حماية الحكومة، التي تُسوق لنفسها باعتبارها جنة المستهلك- لكن البشر هنا يمكن اعتبارهم سلعةً استهلاكية أيضاً.
أضافت أيضاً أنه يجري توثيق هذه الانتهاكات المنتشرة باستمرار. ولهذا السبب أقرت وزارة الخارجية الأمريكية للمرة الثانية منذ عام 2017 بأن الإمارات العربية المتحدة لا تستوفي المعايير الدنيا لمكافحة الاتجار بالبشر.
كما أعلن البرلمان الأوروبي العام الجاري أيضاً- قبل شهور قليلة من إعلان اتفاق السلام المحتفى به وبدء مهرجان مشاريع السياحة والتعاون بين إسرائيل والإمارات أن: "العديد من الدول في الشرق الأوسط لا تطبق المعايير الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر.
إذ تعتبر دول مثل البحرين، والسعودية، والإمارات، ولبنان من أسوأ المنتهكين، وأكثر التطورات إثارةً للقلق هو ما شهدناه من اتجار بالنساء في العبودية".
45 ألف امرأة عالقة في شبكة الدعارة
بينما كشف تحقيق أُجري العام الماضي وأُذيع على التلفزيون اليوناني عن العنف والإجرام الذي يحدث بمعرفة السلطات. وقدّر القائمون على التحقيق أن دبي وحدها بها 45 ألف امرأة عالقة في شبكة الدعارة.
بحسب الصحفية الإسرائيلية أماليا روزينبلوم، لا يجري الاتجار بالنساء فقط هناك، بل وصل الأمر إلى الفتية المراهقين أيضاً الذين يقدمون الخدمات الجنسية لزبائن الدعارة من مختلف أنحاء العالم خلال زيارتهم إلى "لاس فيغاس الشرق الأوسط".
بعبارةٍ أخرى، تقول الصحفية، يمكن القول إن أحد أهم مشاريع التعاون بين إسرائيل والإمارات يتضمن تعريف زبائن الدعارة الإسرائيليين بخدمات الدعارة في دبي.
إذ قالت إنه من الواضح أن الكثير من الرجال الإسرائيليين الذين يسافرون إلى دبي هذه الأيام تحت ستار رجال الأعمال يدركون ذلك. لكن أي شخص لا يريد المشاركة في صناعة الاستغلال يجب أن يفهم التالي: الرحلة إلى دبي، والعمل "مع دبي" بالطبع، هي أشبه بالوقوف مكتوف الأيدي أثناء وقوع جريمة اغتصاب جماعي.