إسرائيل تدفع الأمم المتحدة للاعتراف باللاجئين اليهود من الدول العربية.. تل أبيب ستبدأ تحركها رسمياً

عربي بوست
تم النشر: 2020/12/01 الساعة 08:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/01 الساعة 08:10 بتوقيت غرينتش
صورة أرشيفية لمقر الأمم المتحدة/رويترز

طالب المندوب الإسرائيلي الدائم في الأمم المتحدة، جلعاد أردان، الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، المنظمة العالمية بالاعتراف بمن سمّاهم "اللاجئين اليهود" من الدول العربية وإيران، إذ كتب أردان في مقال رأي نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، "إن 850 ألف لاجئ يهودي طردوا من الدول العربية ومن إيران بعد قيام إسرائيل (عام 1948)".

السفير الإسرائيلي كتب في مقاله أنه "بالنسبة للهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة، فهم لاجئون منسيون، لكن بالنسبة لنا نحن، فإن كفاحهم سيستمر"، مؤكداً أنه سيقود "حملة دبلوماسية لتمرير قرارٍ في الجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بمحنتهم".

اتهامات للعرب: أردان وجّه الاتهام للعرب، بطرد اليهود، ووضع اليد على ممتلكاتهم قائلاً: "لم تقدم الأمم المتحدة أي مساعدة لمن أجبروا على ترك ديارهم، ولم تفعل سوى القليل منذ ذلك الحين، للاعتراف بالظلم الهائل الذي عانوا منه".

أضاف أنه "لم تكن هناك إدانة دولية لحقيقة أن هؤلاء اليهود قد تعرّضوا للهجوم والقتل، ونهب ممتلكاتهم وسرقة ممتلكاتهم، غالباً من قبل جيرانهم، وبدعم من السلطات".

تابع المندوب الإسرائيلي: "في العقود التي تلت هذا الطرد الغادر، عملت الأمم المتحدة على مساعدة ما يسمى اللاجئين الفلسطينيين فقط".

أردان قال إنه بصفته سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، فإنه ملتزم بضمان أن تصبح قصص اللاجئين اليهود جزءاً من "الوعي الدولي".

أضاف أنه سيحشد وزراء الخارجية في جميع أنحاء العالم، وسوياً بمساعدة المنظمات اليهودية.

تابع أردان: "لا يمكن التوصل إلى السلام، إلا من خلال القوة والاحترام المتبادل والاعتراف بالحقيقة، إذا كان المجتمع الدولي جاداً في تعزيز السلام بيننا وبين جيراننا، فعليه أيضاً أن يعترف بالحقائق التاريخية، بما في ذلك صدمة تهجير اليهود من الدول العربية".

وزعم المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة أن "مجتمعات بأكملها تم شطبها من المغرب إلى العراق، ومن مصر إلى سوريا ولبنان وإيران وغيرها".

فيما لم يصدر تعليق فوري من الدول المعنية، عن اتهامات المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة.

مقايضة لقضية اللاجئين الفلسطينيين: وكان مسؤولون فلسطينيون قد قالوا في السنوات الماضية إن إسرائيل تثير هذا الموضوع في محاولة لمقايضة قضية اللاجئين الفلسطينيين بما تسميه، قضية اللاجئين اليهود.

فيما نفى الفلسطينيون أن يكون اليهود أجبروا على مغادرة الدول العربية، مستشهدين على ذلك ببقاء حارات اليهود، وحتى وجود جاليات يهودية، في عدد من العواصم العربية حتى اليوم.

بالمقابل، إسرائيل التي تطالب الاعتراف بحق اللاجئين اليهود لا تعترف بأي حق للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك ممتلكاتهم وعقاراتهم، إثر المجازر التي واكبت تأسيس دولة إسرائيل وبحسب تقديرات فلسطينية وأممية، فإن أعداد الفلسطينيين بالشتات تزيد على 6 ملايين نسمة.

مطالب متكررة: وفي وقت سابق طالب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن تل أبيب تعتزم تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للمنظمة الدولية للمطالبة بـ"الاعتراف رسمياً بحقوق اللاجئين اليهود الذين فرّوا" من دول بينها العراق ومصر والمغرب وإيران.

أضاف دانون، خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة حول القضية الفلسطينية، أن "نحو 850 ألف يهودي أُجبروا على الخروج من الدول العربية وإيران، وأصبحوا لاجئين في القرن العشرين".

وربما تهدف إسرائيل من هذا التحرك المضاد إلى نوع من المقايضة في مرحلة ما، في ظل تمسك الفلسطينيين بحق عودة اللاجئين، الذي أُجبر أجدادهم أو أبائهم على الفرار من مدنهم وقراهم في 1948، وهو العام الذي قامت فيه إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.

تحميل المزيد