قال تقرير نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية يوم الأحد 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 إن تحليلاً جديداً قام به فريق علمي في أسكتلندا خَلُص إلى أنَّ المصابين بـ"كوفيد-19″، الناتج عن فيروس كورونا المستجد، يكونون أكثر نقلاً للعدوى قبل يومين من بدء ظهور الأعراض ولمدة 5 أيام بعد ظهورها.
فيما اقترحت دراسات أخرى أنَّ قلة من المرضى الذين يعانون من أعراض خطيرة، أو لديهم ضعف في جهاز المناعة، قد ينشرون الفيروس لمدة تصل إلى 20 يوماً. ووجد التحليل الجديد أنه حتى في حالات الإصابة الخفيفة، قد ينشر بعض المرضى الفيروس الحي لمدة أسبوع تقريباً.
وقت العزل للمرضى: ومن ثم، تمثل هذه البيانات المُجمَّعة مأزقاً كبير للأطباء، حيث تساءل التقرير عما إذا كان يجب على مسؤولي الصحة العامة تقصير وقت العزل المُوصَى به إذا كان ذلك يعني تعاون المزيد من المصابين؟ أم هل ينبغي على المسؤولين اختيار فترات عزل أطول من أجل منع انتقال العدوى في جميع الحالات تقريباً، حتى لو أضر ذلك بالاقتصاد؟
في المقابل توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بعزل المصابين لمدة 10 أيام على الأقل من بداية مرضهم، لكنها تنظر حالياً في خفض فترة العزل المُوصَى بها، وقد تُصدِر إرشادات جديدة في مطلع الأسبوع المقبل، وفقاً لمسؤولين فيدراليين على دراية بالمناقشات ذات الصلة.
من جانبها، قالت الدكتورة موج سيفيك، خبير الأمراض المعدية في جامعة سانت أندروز في أسكتلندا التي قادت التحليل الجديد، الذي نُشِر في مجلة The Lancet Microb، إنَّ تحديد فترة العزل في خمسة أيام سيكون أكثر قبولاً، وقد يشجع المزيد من الأشخاص المصابين على الامتثال للتوصيات.
حركة الفيروس التاجي: وشرعت الدكتورة موج وزملاؤها في تحليل ما يسمى بحركية الفيروس التاجي خلال فترة العدوى، ومقارنة العامل المُمرِض بفيروسات المتلازمةُ التنفُّسية الحادَّة الشَّديدة (سارس) ومتلازمة فيروس كورونا التنفسية الشرق أوسطية (ميرس) ذات الصلة الوثيقة.
إذ وجدت الدكتورة موج وزملاؤها أنَّ الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض مطلقاً يحملون نفس الكمية من فيروس كورونا المستجد مثل المرضى الذين يعانون من أعراض. لكن يبدو أنَّ الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض تتخلص أجساهم من الفيروس بسرعة أكبر.
كما خلُص التحليل إلى أنَّ الأشخاص المصابين بـ"كوفيد-19″ قد يحملون بقايا جينية من الفيروس في أنوفهم وحلوقهم لمدة 17 يوماً في المتوسط، وفي بعض الحالات، لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
فيروسات معدية: وأشارت الدكتورة ميغان راني، طبيبة الطوارئ في جامعة براون، إلى أنَّ قليلاً من المرضى قد يحملون فيروسات حية معدية في رئتيهم- على عكس الأنف والحلق- لمدة 8 أيام من بدء ظهور الأعراض. وبالنسبة لهؤلاء المرضى، على الأقل، من المحتمل أن تكون فترات العزل أطول من 5 أيام، هذا إن أمكن تحديدهم.
كما قالت إن "المشكلة هي أنَّ الفحص البدني لا يكشف بالكامل عمّن يعاني من الالتهاب الرئوي الناتج عن "كوفيد-19″ مقابل من لا يعاني منه. ولن يعرفوا ذلك بمفردهم".
لكن الخبراء قالوا إنه حتى فترة العزل المستمرة لـ10 أيام قد تكون طويلة جداً بالنسبة للعديد من الأشخاص. فقد يكون المرضى غير قادرين مالياً على العزلة لفترة طويلة، أو قد لا يشعرون بالمرض بما يكفي لرغبتهم في فعل ذلك.
في هذا الصدد، علَّقت أنجيلا راسموسن، عالمة الفيروسات في مركز علوم وأمن الصحة العالمية بجامعة جورج تاون بالقول إنه إذا كان بالإمكان جعل فترة العزل أقصر، فإنَّ ذلك سيساعد الناس حقاً على الامتثال لإرشادات الصحة العامة.