قال مدعي عام باريس ريمي هيتس الأحد 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن 4 من أفراد الشرطة الفرنسية تم القبض عليهم في واقعة ضرب منتج موسيقي أسود أثناء اعتقاله قبل أسبوع سيظلون رهن الاحتجاز في الوقت الحالي.
هيتس أضاف في مؤتمر صحفي أن السلطات القضائية تريد أن تتأكد من أنه لن يكون هناك اتصال بين أفراد الشرطة الأربعة وإنهم لا يمارسون أي ضغط على الشهود. ومَثُل الأحد عناصر الشرطة الأربعة أمام قاضٍ، في قضية أثارت صدمة كبرى في البلاد وساهمت في تعبئة حاشدة ضد مشروع قانون "الأمن الشامل" وشددت الضغوط على الحكومة.
كاميرات دائرة تلفزيونية مغلقة كانت التقطت صور واقعة ضرب المنتج الموسيقي ميشيل زيكلر وجرى تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي. وأثارت الصور موجة من الغضب على صفحات الصحافة الفرنسية والأجنبية وفجرت مظاهرات احتجاج على عنف الشرطة في أنحاء البلاد شارك فيها مئات الآلاف يومي الجمعة والسبت.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إنه "مصدوم بشدة" من الصور ووصفها بأنها مشينة لفرنسا.
ووسط أجواء سياسية مشحونة تواجهها الحكومة التي تتعرض لحملة يشارك فيها صحافيون ومخرجون ومعدو وثائقيات، ونشطاء حقوقيون ومواطنون، احتجاجاً على مشروع القانون الأمني، نشر موقع "لوبسايدر" الإلكتروني الخميس تسجيل فيديو يظهر تعرّض المنتج الموسيقي ميشال زيكلر لضرب مبرح على مدى دقائق عدة داخل الاستوديو الذي يملكه في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني بأيدي ثلاثة شرطيين قبل أن يقدم شرطي رابع على إطلاق الغاز المسيل للدموع داخل المكان.
ويظهر تسجيل ثان نشر الجمعة زيكلر وهو يتعرّض للضرب مجدداً في الشارع بعد إخراجه من الاستوديو على الرغم من وجود عدد كبير من الشرطيين في المكان، إلا أن أياً منهم لم يحرّك ساكناً.
زيكلر قال إنه تعرّض مراراً لإساءات عنصرية وتم وصفه بأنه "زنجي قذر". وبحسب صحيفة "لو باريزيان" اليومية نفى الشرطيون الموقوفون أن يكون قد بدر منهم أي تصرف عنصري.
ونددت منظمة "مراسلون بلا حدود" الفرنسية، الأحد، بعنف الشرطة "غير المقبول"، ضد المتظاهرين والصحفيين في الاحتجاجات التي اندلعت السبت في عموم البلاد.
الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود" (غير حكومية، مقرها باريس)، كريستوف ديلوار عبر في تغريدة عبر حسابه في "تويتر" عن رفضه عنف الشرطة في الاحتجاجات المناهضة لقانون "الأمن الشامل".
كما أرفق ديلوار تغريدته بصورة للمصور الصحفي المستقل السوري أمير الحلبي، وهو في المستشفى بسبب ما تعرض له من ضرب بالهراوات، من قبل الشرطة. وأفاد الأمين العام للمنظمة "نحن متضامنون بشكل كامل مع أمير الحلبي. هذا العنف البوليسي غير مقبول".
ولفت إلى أنه لا ينبغي أن يتعرض حلبي للعنف والتهديد بل يجب حمايته في فرنسا، حيث أتى مع عدد قليل من الصحفيين السوريين كلاجئين.
المصورة الصحفية الفرنسية غابرييل سيزار، التي التقطت الصورة قالت إن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع في المنطقة التي تواجد فيها الصحفيون والمتظاهرون، وفق ما نقلته عنها وسائل إعلام محلية.
وأوضحت سيزار أن الشرطة تدخلت بالهراوات لتفريق مجموعة من الصحفيين كانوا في زاوية قرب جدار. وأضافت: "الحلبي كان المصور الوحيد الذي لم يكن يرتدي شارة صحفية، فقدته فجأة، ثم وجدته محاطاً بالناس، ووجهه مغطى بالدماء والضمادات".
الحلبي يعمل لصالح وكالة الأنباء الفرنسية "AFP" ومجلة "بولكا"، وفاز بالعديد من الجوائز الدولية، منها جائزة المرتبة الثانية لفئة "سبوت نيوز" لصور الصحافة العالمية "وورلد برس فوتو" في 2017.
وكان حصل على جائزة "نظرة الشباب في سن الـ15" عن صورة التقطها لوكالة "فرانس برس" تظهر رجلين يحتضن كل منهما رضيعاً ويسيران في شارع مدمَّر في مدينة حلب السورية.
من جانبه، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان في تغريدة عبر "تويتر"، السبت "مرة أخرى، أدين العنف غير المقبول ضد قوات الأمن". وأضاف أن 37 من رجال الشرطة والدرك أصيبوا في الاحتجاجات.
في وقت سابق الأحد، أعلنت الشرطة الفرنسية، اعتقال 81 شخصاً على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات التي اندلعت السبت، حسبما نقلت شبكة "BFM TV" التليفزيونية الفرنسية.