صوَّت البرلمان الإيراني، الأحد 29 نوفمبر/تشرين الثاني، لصالح إلزام الحكومة برفع نسبة تخصيب اليورانيوم، في تطور جديد ضمن خطوات طهران لتخفيف التزاماتها المرتبطة بالاتفاق النووي لعام 2015، رداً على الانسحاب الأمريكي منه، وتزامناً مع اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة.
بحسب وكالة "خانة ملت"الإيرانية، فإن البرلمان قد صوَّت بالأغلبية على مشروع قانون يُلزم الحكومة برفع نسبة تخصيب اليورانيوم في البلاد، فيما لم تحدد تفاصيل أخرى عن ذلك.
من جانبه، عقّب رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى الاسلامي، فريدون عباسي، على القرار بقوله إن دماء العالِم "فخري زادة" ستُغير هندسة المجلس الثوري حيال البرنامج النووي، مشيراً إلى أن إرادة المجلس ستُركز على 4 قضايا مركزية، تشمل بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، وإخراج جميع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد إنهاء التعاون معها، ثم الانسحاب من الاتفاق النووي الموقّع في 2015.
أما مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، فقد أعلن في وقت سابق أنه لن تكون هناك مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي مع الإدارة الأمريكية الجديدة، قائلاً: "لقد تم ذلك سابقاً وانتهت مراحل التفاوض".
عملية الاغتيال: تأتي هذه الخطوة الإيرانية بعد أيام من إعلان وزارة الدفاع عن وفاة العالم النووي محسن فخري زادة، إثر إصابته "بجروح خطرة" بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا بالرصاص مع مرافقيه، وتوفي في المستشفى رغم محاولات إنعاشه.
بحسب الوزارة، فقد وقعت العملية في مدينة أبسرد، بمقاطعة دماوند شرق طهران، حيث أفاد مراسل للتلفزيون الرسمي بأن شاحنة صغيرة على متنها متفجرات انفجرت أمام سيارة العالم، وأطلق مسلحون النار عليها.
تورّط إسرائيلي: الجمعة، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن مسؤول أمريكي ومسؤولَين استخباريين أن إسرائيل "تقف خلف الهجوم على العالِم"، وذكرت الصحيفة أن "العالم الإيراني الذي اغتيل كان منذ فترة طويلة هدفاً للموساد".
وبحسب الصحيفة فإنه "لم يتضح على الفور إن كانت الولايات المتحدة على علم مسبق بعملية الاغتيال"، فيما رفض البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية التعليق بهذا الخصوص.
لكن عقب تأكيد اغتيال فخري زادة، أعاد ترامب نشر تغريدة للصحفي الإسرائيلي المختص بالشؤون الأمنية، يوسي ميلمان، تقول إن اغتيال العالم وجهت "ضربة" إلى إيران.
وفي كلمة له عام 2018، أعلن فيها استيلاء الموساد على حزمة واسعة من الوثائق والمستندات المتعلقة بمساعي طهران لتطوير ترسانة نووية، وصف نتنياهو فخري زادة بأنه "أبو البرنامج النووي العسكري الإيراني"، وقال حينئذ: "تذكروا هذا الاسم: فخري زادة".
كما لمّح نتنياهو، أمس، لاغتيال فخري زادة، قائلاً إنه "لا يستطيع الإعلان عن كل إنجازاته هذا الأسبوع"، بينما رفض مكتبه التعليق على الموضوع رداً على طلبات وكالات الأنباء.