رفع مانح أمريكي، قدَّم 2.5 مليون دولار لمجموعة وعدت بمساعدة دونالد ترامب على إبطال نتائج الانتخابات العامة التي خسر فيها الرئيس المنتهية ولايته، دعوى قضائية لاستعادة أمواله، بعد أن فشلت كل المحاولات القانونية التي قامت بها حملة ترامب، وأُسقطت كل دعاوى التزوير.
صحيفة USA TODAY الأمريكية كشفت الجمعة 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نقلاً عن بيانات لجنة التحقيقات الفيدرالية، أن فريد إيشلمان من ولاية كارولينا الشمالية قد تبرع بمئات الآلاف من الدولارات للجمهوريين في 2020، فيما تنص دعواه القضائية، التي رُفِعَت الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أنه تبرع لمنظمة True the Vote بمبلغ 2 مليون دولار في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، ثم نصف مليون دولار في 13 نوفمبر/تشرين الثاني لتخصيصها لاستراتيجية "التحقق من سلامة الأصوات"، التي سعت فيها المنظمة الداعمة لترامب من إثبات حدوث تزوير في الانتخابات.
المتبرع الأمريكي يقول في دعواه القضائية إنَّ منظمة True the Vote لم تلبِ شروط هديته المالية، بينما تجادل المنظمة بأنَّ مزاعم دعوى إيشلمان القضائية "غير دقيقة".
سمعة ترامب تتدهور: بحسب الموقع، فقد صُمِّمَت هذه المبادرة للتحقيق في دعاوى تزوير الأصوات والتقاضي بشأنها و"التماس شهادات المُبلِّغين عن المخالفات وبناء زخم عام وتحفيز الدعم التشريعي الجمهوري في الولايات الرئيسية وتحليل البيانات لتحديد أنماط التخريب الانتخابي ورفع الدعاوى القضائية، مع إمكانية توصيل أصواتهم إلى المحكمة العليا للولايات المتحدة".
لكن الحملة التي أطلقتها منظمة True The Vote أسقطت الدعاوى القضائية في جورجيا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن في 16 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد فشلها في إثبات حدوث تزوير في نتائج الانتخابات.
يأتي ذلك ضمن هزائم قضائية متكررة واجهت حملة ترامب وحلفاءها من المنظمات التي سعت إلى رفع دعاوى لإبطال نتيجة الانتخابات التي هُزم فيها الرئيس الأمريكي.
يقول الموقع إن الجهود القضائية الفاشلة تقوض مزاعم الرئيس المستمرة بشأن وقوع احتيال، حيث حوَّل بعض كبار المانحين الجمهوريين تركيزهم على جهود الجمهوريين للفوز بجولات الإعادة في انتخابات مجلس الشيوخ بولاية جورجيا.
تبرع بناء على وعد جازم: قال إيشلمان، في دعواه القضائية، إنَّ رئيسة True the Vote، كاثرين إنجلبريخت، أخبرته أنها تعتقد أنَّ التحقق من التصويت ضروري بسبب "أدلة مهمة على وجود حالات عديدة من الإدلاء بأصوات غير قانونية وفرزها في الانتخابات العامة لعام 2020".
تزعم الدعوى القضائية التي رفعها إيشلمان أنَّ "التأخير المستمر وعدم القدرة على إحراز تقدم في الأهداف، يوحي بأنَّ العديد من هذه الأهداف قد لا تُلبى؛ نظراً لأنَّ العديد من المواعيد النهائية المهمة المتعلقة بنتائج انتخابات الولايات تقترب بسرعة".
يقول إيشلمان إنَّ إنجلبريخت والمنظمة كانا "غامضين" ولم يستجيبا لطلباته للحصول على تحديثات بشأن التقدم المُحرَز في الأيام التي أعقبت يوم الانتخابات، كما تنص الدعوى أيضاً على أنَّ محامي المنظمة، جيم بوب، قال إنَّ إيشلمان سيستعيد مليون دولار إذا وافق على عدم مقاضاة المنظمة.
من جانبها، قالت إنجلبريخت، في تصريح لصحيفة USA TODAY، إنَّ الأموال استُخدِمَت لتحقيق أهداف مبادرة "التحقق من سلامة الأصوات"، وهذه الجهود مستمرة على الرغم من إسقاط الدعاوى القضائية.
هزيمة جديدة: يأتي ذلك في الوقت الذي تلقى فيه ترامب هزيمة جديدة، السبت 28 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن أصدرت محكمة استئناف فيدرالية أمريكية حكماً برد طعن تقدّم به الرئيس المنتهية ولايته اعتبر فيه أن العملية الانتخابية غير نزيهة، رافضة تجميد قرار قضائي صادق على فوز جو بايدن في ولاية بنسلفانيا.
وفي نقد لاذع لترامب، اعتبر ثلاثة قضاة استئناف أن لا أدلة تدعم مزاعم عدم نزاهة العملية الانتخابية. واعتبرت المحكمة أن "الاتّهامات بعدم النزاهة هي اتهامات خطيرة، لكن (مجرّد) القول إن الانتخابات غير نزيهة لا يجعلها كذلك".
وأشار القضاة إلى أن حملة ترامب زعمت في الطعن الذي قدّمته بقرار قضائي صادر عن محكمة البداية، حصول تفرقة. لكن المحكمة اعتبرت في قرارها أن هذه المزاعم "لا يمكنها أن تحول الحديد إلى ذهب"، في إشارة إلى استحالة تحوير الحقائق.
ومع ذلك ما زال يصر ترامب على أن فوز بايدن غير شرعي، والخميس قال للصحفيين مجدداً "هذه الانتخابات مزوّرة".