قال أقرباء وزملاء ناشطين حقوقيين مصريين، اعتُقِلوا في حملة قمع غير مسبوقة، إنهم يعملون على "إنقاذ حياة" 3 منهم حُرِموا من الزيارات العائلية، ويُحتجَزون على الأرجح في عنابر حبس انفرادي في درجات حرارة بالغة البرودة من دون توفير طعام مناسب، نقلاً عن صحيفة The Independent البريطانية.
واعتُقِل ثلاثة من كبار أعضاء المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الأسبوع الماضي بتهم تتعلق بالإرهاب بعد إطلاعهم أكثر من عشرة دبلوماسيين، بمن فيهم نائب رئيس البعثة البريطانية، على الوضع في مصر.
إذ أثار اعتقال المدير التنفيذي جاسر عبدالرازق ورئيس وحدة العدالة الجنائية كريم عنارة والمدير الإداري محمد بشير ضجة دولية، مع صدور إدانات من الخارجية البريطانية ووزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
لكن حسام بهجت، القائم بأعمال رئيس المبادرة، قال لصحيفة The Independent إنَّ فريقه اضطر إلى تحويل تركيزه من المطالبة بالإفراج السريع إلى الفوري بسبب مخاوف على صحة المعتقلين.
أوضاع مقلقة للسجناء في مصر: وحُرِمت عائلات المعتقلين من الزيارات والمكالمات الهاتفية المعتادة، وكذلك من الحق في توصيل الطعام والملابس أو الفراش لأقاربهم المسجونين، الذين لم يقابلوا محاميهم إلا لبضع دقائق، إلى جانب احتجازهم في ظروف غير إنسانية في سجن طرة بالقاهرة سيئ السمعة.
بهجت قال: "نحن قلقون حقاً من أنهم لم يُروا أو يُسمَع منهم خبر منذ وصولهم إلى سجن طرة. ونحن قلقون بنفس القدر على جاسر، فعلى الرغم من أنَّ محاميه التقى به، ذهبت زوجته إلى السجن لرؤيته وإعطائه ملابس دافئة، لكنها مُنِعَت من الزيارة".
مضيفاً: "نحتاج إلى التأكد من عدم إصابتهم بالتهاب رئوي أو التهاب في الصدر في أثناء انتشار جائحة في الطقس البارد في سجن سيئ السمعة مع تقديم القليل من الرعاية الطبية للسجناء أو انعدامها".
ونوه: "والآن علينا العمل على إنقاذ حياتهم".
وفي المملكة المتحدة، قالت زوجة كريم عنارة البريطانية وصانعة الأفلام الوثائقية، جيس كيلي، إنها فقدت الاتصال بزوجها منذ اعتقاله، وهو ما وصفته بأنه "حالة احتجاز رهائن".
كما أعربت عن قلقها البالغ من أن يكون هو أيضاً محتجزاً في الحبس الانفرادي ويلقى معاملة سيئة. وكان عنارة يخطط للانتقال قريباً إلى المملكة المتحدة نهائياً بسبب الضغط على المجتمع المدني، لكن أُلقي القبض عليه قبل أن تتاح له الفرصة.
جماعات حقوقية تدق ناقوس الخطر: ودقت الجماعات الحقوقية، بما في ذلك المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مراراً وتكراراً ناقوس الخطر بشأن غياب الإجراءات القانونية الواجبة في نظام القانوني المصري وسجونه المزرية، التي غالباً ما تكون مكتظة. وقد وثَّق الكثيرون الانتهاكات المتفشية وحتى حالات التعذيب، وهي اتهامات نفتها الدولة.
تابعت جيس كيلي: "هذا وضع لا يستطيع الناس في المملكة المتحدة فهمه حقاً. ليس لديه تمثيل قانوني مناسب ولا يمكنه تنظيم دفاع عن نفسه".
وأضافت: "لا أحد يستطيع حتى التحدث إلى كريم، باستثناء المحامين لبضع دقائق تحت مراقبة [قوات الأمن] كل 15 يوماً، وهو ما يُحتمَل أن يستمر لمدة عامين".
فيما مَثُل عبدالرازق أمام النيابة، في جلسة يوم الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني، في حالة سيئة بعد حلق رأسه قسراً واحتجازه في الحبس الانفرادي. لكن لم يظهر موظفا المبادرة الآخران، ولم يكن لديهما اتصال بالعالم الخارجي.