يعيش لبنان كثيراً من التعقيدات في الفترة الحالية، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتفاهمات بين الإدارتين الأمريكية والفرنسية.
ظهرت جملة من السجالات الإعلامية غير المسبوقة بين السفيرة الأمريكية في بيروت دورثي شيا ورئيس التيار الوطني الحر وصهر رئيس الجمهورية الوزير السابق جبران باسيل، الذي طالته عقوبات قانون ماغنتسكي الأمريكي، للمتهمين أمريكياً بالفساد.
قالت السفيرة الأمريكية في مداخلة خلال ندوة نظمها معهد بيروت للدراسات، إن باسيل مثال واضح على كيفية محاسبة واشنطن للفاسدين، وشدَّدت على أنه "يجب على الدولة اللبنانية أن تجري إصلاحات فورية"، لافتة إلى أن "الحكومة اللبنانية تُحرم سنوياً من نصف مليار دولار تقريباً من عائدات الجمارك في المرفأ والمطار". وكشفت شيا أن هناك ملفات عن شخصيات لبنانية في واشنطن، تتم دراستها تحت راية العقوبات المتعلقة بالفساد أو بالإرهاب.
صرامة أمريكية مع الحريري.. إبعاد حزب الله أو العقوبات ستشملك
تؤكد مصادر سياسية خاصة لـ"عربي بوست"، أن الحريري علم بالموقف الأمريكي الصارم حول رفض واشنطن محاولات حزب الله اختراق الحكومة القادمة، وكان ذلك خلال لقاء جمع الحريري بالسفيرة الأمريكية في بيروت دورثي شيا.
وبحسب المصدر فإن شيا قالت للحريري إن إدارتها جادة في موقفها حيال منع حزب الله من التمدد والمشاركة في الحياة السياسية اللبنانية، وإن عقد أي صفقة مع الحزب والسماح بمشاركته في الحكومة المزمع تشكيلها سيُعرّضه -أي الحريري- لعقوبات أمريكية، على غرار شخصيات أخرى كانت شريكة له في الحكم خلال السنوات السابقة.
وشدّدت شيا على أن تسمية حزب الله لوزراء بصيغ مستقلة أو تكنوقراط، كما فعل سابقاً بتسمية وزراء غير حزبيين (جميل جبق وحمد حسن وعماد حب الله)، حتى لو كان هذا التمثيل مغلفاً بجنسية أمريكية للوزراء المحتملين كتجربة حكومة حسان دياب، سيجعل من الحريري هدفاً مباشراً للعقوبات الأمريكية.
باريس للحريري: فلننتظر حتى تتويج بايدن
يؤكد مصدر دبلوماسي لـ"عربي بوست" أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تواصل بعد لقائه مع الجانب الأمريكي مع الخلية الرئاسية الفرنسية المكلفة بالملف اللبناني، التي يترأسها مستشار ماكرون لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل، وأبلغ دوريل ما سمعه من الجانب الأمريكي حول العقوبات والحكومة وحزب الله، وأن الخيارات ليست في صالحه، خاصة أن البلد مقبل على أزمة اقتصادية كبيرة وانهيار متسارع.
فيما رئيس الجمهورية وصهره باسيل مصرّان على مشاركته في اختيار الوزراء، يؤكد المصدر أن دوريل نصح الحريري بالتريث، وأن يحتفظ بورقة تكليفه في جيبه، وأكد دوريل للحريري أن باريس سارعت إلى الاتصال بإدارة فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، لمناقشة الملفات المتأزمة خلال فترة ترامب، وأن الفريق أكد للقصر الرئاسي الفرنسي المبادرة الفرنسية في لبنان، كونها تعالج الشق الأساسي للإصلاحات المتفق عليها بين دول المجموعة الدولية لمساعدة لبنان، وعليه، وبحسب المصدر، فإن الحريري قرر التريث بالمرحلة القادمة حتى تتويج جو بايدن في البيت الأبيض.