حالتها الصحية “صادمة ومخيفة”.. محكمة سعودية تُحيل ملف الناشطة لجين الهذلول إلى محكمة الإرهاب

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/25 الساعة 14:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/25 الساعة 14:03 بتوقيت غرينتش
الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول/ رويترز

قالت علياء الهذلول، شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن المحكمة الجزائية في الرياض قررت تحويل ملف الناشطة السعودية البارزة بمجال الدفاع عن الحقوق والمعتقلة في المملكة منذ 2018 إلى محكمة الإرهاب.

كانت قوات الأمن السعودية قد اقتحمت منزل عائلة لجين الهذلول في الرياض في 15 مايو/أيار 2018، واعتقلتها تحت تهديد السلاح، وكانت شقيقتها لينا على بعد آلاف الأميال في بروكسل، وقبل شهرين من ذلك، كانت قوات الأمن الإماراتية قد اعتقلت لُجين في أبوظبي حيث تقيم وتعمل وأجبرتها على العودة لوطنها. 

محاكمة لجين الهذلول: فقد قالت علياء الهذلول، الأربعاء، على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إنه بعد تقريباً ثلاث سنوات من الاعتقال، وسنة من بداية محاكمة لجين الهذلول "أصدر القاضي في المحكمة الجزائية في الرياض هذا اليوم (الأربعاء) قراره بعدم الاختصاص وتم تحويل ملف لجين إلى محكمة الإرهاب".

كما أضافت: "كانت الحالة الصحية المتدهورة للجين جداً صادمة ومخيفة".

بحسب ما نقلت عنها شقيقتها، فقد أوضحت لجين (31 عاماً) أنها أضربت عن الطعام منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ولمدة أسبوعين، لكن "أسلوباً  همجياً تم استخدامه لإضعافها أكثر فأكثر، وذلك بإيقاظها كل ساعتين خلال الليل والنهار، أملاً بأن يقودها ذلك للجنون".

تابعت شقيقة لجين الهذلول: "خلال المحاكمة اليوم قرأت لجين دفوعها والمكونة من أربع صفحات. ورغم حالتها الصحية، وصعوبة التحدث، ومقاطعة القاضي لها عدة مرات، استطاعت أن تقدم دفوعها كاملة للقاضي".

فقدان للأمل: بعد مضيّ عامين على اعتقال السلطات السعودية للناشطة لجين الهذلول في الرياض، جددت أسرة السجينة المطالب بالإفراج عنها وتحقيق العدالة لابنتهم، التي تقول العائلة إنها تتعرض للتعذيب، وإن المستشار السابق لوليّ العهد محمد بن سلمان (سعود القحطاني) شارك بنفسه في تهديدها وتعذيبها، في حين ترفض الرياض جميع الدعوات للإفراج عن الهذلول.

في مقابلة لها مع مجلة The Time الأمريكية، تحدثت لينا الهذلول شقيقة لجين عن آخر التطورات بشأن شقيقتها المعتقلة، وقالت إن والديها يتمكنان من الحديث مع لُجين مرتين أسبوعياً، لكن منذ تأجيل محاكمتها، تشعر لُجين بالتعب؛ فلا أحد يخبرها بأي شيء وهي لا تعرف موعد الجلسة القادمة. وقد بدأت تفقد الأمل.  

أشارت لينا إلى أنه خلال الأشهر العشرة الأولى التالية لاعتقال لجين الهذلول، لم توجه السلطات السعودية للُجين اتهاماتٍ رسمية، ولم يكن سوى ما تقوله وسائل الإعلام السعودية، التي اتهمت لجين "بأنها خائنة وجاسوسة وعميلة لصالح قطر، وحين صدرت بحقها تهم أخيراً، كانت تتعلق جميعها بأنشطتها الحقوقية".

شملت الاتهامات أشياءً مثل المشاركة في مؤتمرات دولية للحديث عن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية، أو التواصل مع بعثة الاتحاد الأوروبي في السعودية، واتهموها أيضاً بأنها تناضل من أجل منح النساء في السعودية حقوقاً منحتها لهن بالفعل الشريعة الإسلامية، وفقاً لقول لينا، كما أن واحدة من الاتهامات تستند إلى قانون الجرائم السيبرانية، "لكن جميع الاتهامات الأخرى ليس لها أي سند قانوني".

تدهور حالة لجين الصحية: أوضحت لينا في مقابلتها أنه سُمِح لوالديها بزيارة لُجين للمرة الأولى حين أعيدت إلى السجن رسمياً عند نهاية أغسطس/آب 2019، "لكن تدريجياً وبعد مزيد من الزيارات، أخبرونا بأن لجين لم تكن على ما يرام وأنها بالكاد تستطيع المشي والجلوس، وأن هناك علامات في جميع أنحاء جسدها".

أضافت لينا: "بعد انتشار التقارير حول قضية جمال خاشقجي، عرف والداي أن لُجين تعرضت للتعذيب، وبسؤالها، اعترفت لهما بكل شيء، وبدأت شيئاً فشيئاً تروي التفاصيل، وذات يوم أخبرت والديّ بأن سعود القحطاني (مستشار سابق للديوان الملكي وأحد المقربين من ولي العهد السعودي) هو الذي يشرف على التعذيب".

أكملت لينا نقلاً عن شقيقتها لجين أن "القحطاني هو الذي أعطى الأوامر بالتعذيب، وكان يضحك عليها ويقلل من قيمتها. بل وهدَّدها أيضاً باغتصابها ثم قتلها، وقال إنه يمكن أن يجعل جسدها يختفي في نظام الصرف الصحي". 

يُعَد القحطاني، الذي يُزعَم أنه أشرف على تعذيب لجين، واحداً من الرجال الذين يُعتَقَد أنهم دبَّروا اغتيال الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018 لخاشقجي.

ذات يوم، زارت لجنة حقوق الإنسان السعودية لُجين، التي روت لهم كل ما حدث لها. لكن في النهاية، سألتهم: "هل يمكنكم التأكيد لي بأنه يمكنكم حمايتي بالرغم من كل ما أقوله؟"، وأجابوا: لا، بصراحة لا يمكننا ذلك. لذا، أخَذَت لجين الورقة التي كتبت فيها التفاصيل واحتفظت بها لنفسها. 

علامات:
تحميل المزيد