قال موقع إخباري إسرائيلي، الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات بالاستعداد لسيناريو هجوم أمريكي على إيران، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فقد ذكرت صحيفة New York Times الأسبوع الماضي، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تنتهي ولايته بعد نحو شهرين، استطلع الأسبوع الماضي آراء عدد من مستشاريه وكبار المسؤولين، بشأن إمكانية "التحرّك"، في غضون أسابيع، لمهاجمة موقع نووي إيراني.
مخاوف من رد إيراني: نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤولين إسرائيليين كبار، أن "التعليمات الموجهة الجيش الإسرائيلي لم تأتِ نتيجة معلومات أو تقييم، ولكن نتيجة الفترة الحساسة في الأسابيع التي تسبق تغيير الإدارة بواشنطن".
كما أضاف الموقع نقلاً عن المسؤولين الإسرائيليين، الذين لم يكشف عن هوياتهم: "إذا تحركت إدارة ترامب ضد إيران، فمن المتوقع أن يتلقى الجيش الإسرائيلي تحذيراً مسبقاً".
بينما استدرك: "الخوف بإسرائيل هو أنه في حال وقوع هجوم أمريكي، قد يردُّ الإيرانيون عسكرياً على إسرائيل مباشرة، من خلال الميليشيات الموالية لإيران في سوريا أو حزب الله".
فيما أشار إلى أن "وزير الدفاع، بيني غانتس، تحدث مرتين خلال الأسبوعين الماضيين، مع القائم بأعمال وزير الدفاع كريستوفر ميللر، الذي حل محل مارك أسبر الذي أقاله ترامب بعد أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية".
أضاف الموقع الإسرائيلي أيضاً: "قال مسؤولون إسرائيليون كبار، إن هذه المحادثات تناولت أيضاً الملف الإيراني والوضع في سوريا، ومذكرة التفاهم الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة".
قبل ذلك، كان الجيش الإسرائيلي قد اتهم، فيلق القدس الإيراني، بزراعة عبوات ناسفة على الحدود السورية، تم كشفها الثلاثاء الماضي.
إذ قال أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، في تصريح مكتوب إن "الوحدة الإيرانية المسؤولة عن زرع العبوات الناسفة على الحدود السورية في هضبة الجولان، هي الوحدة 840 الموجهة من قبل فيلق القدس الإيراني".
تهديدات ترامب: كانت صحيفة New York Times أفادت نقلاً عن مصادرها، بأن ترامب خلال اجتماع ترأسه في المكتب البيضاوي، الخميس الماضي، سأل معاونيه وبينهم نائبه مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الدفاع بالوكالة كريستوفر ميلر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، عما "إذا كانت لديه أي خيارات للتحرُّك ضد" هذا الموقع النووي "خلال الأسابيع المقبلة".
لكن هؤلاء المسؤولين الكبار "أقنعوا الرئيس بعدم المضيّ قدماً في شنّ ضربة عسكرية" ضد طهران؛ خوفاً من أن تؤدي إلى نزاع واسع النطاق، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن الصحيفة الأمريكية.
كذلك أكدت الصحيفة أن ترامب طرح هذا السؤال على معاونيه، غداة تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفاد بأن طهران تواصل تكديس اليورانيوم المخصّب، مشيرة إلى أن الموقع النووي الذي كان ترامب يريد ضربه، هو على الأرجح موقع نطنز.
في سياق متصل، قالت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤول أمريكي- لم تذكر اسمه- إن ترامب "طلب خيارات. أعطوه السيناريوهات وقرر في نهاية المطاف عدم المضي قدماً"، وأشارت الوكالة إلى أنه من شأن أي ضربة لموقع إيراني نووي في نطنز أن تتحول إلى صراع إقليمي وتشكل تحدياً خطيراً على السياسة الخارجية للرئيس الفائز بالانتخابات جو بايدن.
علاقات متوترة: وشهدت العلاقات المقطوعة منذ أربعة عقود بين الولايات المتحدة وإيران زيادة في التوتر، منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية في 2017، ثم انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرضه عقوبات مشدّدة على طهران، وصولاً إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بضربة جوية أمريكية في بغداد مطلع العام الجاري.
كانت نقطة التحول الأساسية في علاقة الولايات المتحدة بإيران في عهد ترامب، قرار الأخير في 2018 الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، الذي أُبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015.
حينها اعتبر ترامب أن الاتفاق الذي أُبرم في عهد سلفه باراك أوباما، لم يكن كافياً، وسعى إلى الضغط على الجمهورية الإسلامية من أجل التوصل إلى "اتفاق أفضل" من وجهة نظره، إلا أن إيران رفضت أي تفاوض جديد، مؤكدةً المضي في "مقاومة" العقوبات والضغوط.
كما أعاد ترامب فرض عقوبات قاسية على طهران، ضمن سياسة "ضغوط قصوى" اتبعها حيالها، وكانت لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد الإيراني وسعر صرف العملة المحلية.
أما بايدن، الذي لم يعترف ترامب حتى الآن بهزيمته أمامه، فقد أبدى نيّته "تغيير المسار" الذي اعتمدته إدارة ترامب حيال إيران، لكن الهامش المتاح أمامه لتحقيق خرق دبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية سيكون ضيّقاً ومحكوماً بعوامل وعقبات مختلفة.