قُتل 14 مسلحاً موالين لإيران غالبيتهم عراقيون، مساء السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في ضربات جوية مُكثفة استهدفت مواقعهم في شرق سوريا، حيث يُعتقد أن طائرات إسرائيلية نفذت الغارات.
10 غارات: وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله، إن أكثر من 10 غارات استهدفت مواقع لميليشيات موالية لإيران في ريف مدينة البوكمال، المحاذية للحدود العراقية في ريف دير الزور شرق سوريا.
أشار المرصد إلى أن الغارات أسفرت عن "مقتل ثمانية عراقيين وستة أفغان على الأقل من تلك المجموعات"، إضافة إلى "تدمير مركزين لتلك المجموعات وعدد من الآليات".
كذلك رجّح المرصد أن تكون طائرات إسرائيلية شنت الغارات في سوريا، فيما اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول "لا نعلق على تقارير في وسائل إعلام أجنبية".
تأتي الغارات الجديدة بينما تخضع المنطقة الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين في ريف دير الزور الشرقي لنفوذ إيراني، عبر مجموعات موالية لها تقاتل إلى جانب قوات النظام السوري.
وليست هذه المرة الأولى التي تُستهدف فيها مناطق في محافظة دير الزور، ورغم أن تقارير المرصد ترجح أن الغارات إسرائيلية، فإنه يصعب التأكد من ذلك عندما لا يؤكدها إعلام نظام بشار الأسد، وبسبب امتناع إسرائيل عن التعليق عليها.
تكثيف الغارات: وكثّفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا، مستهدفة بشكل أساسي مواقع لجيش الأسد وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني.
كانت إسرائيل قد اعترفت بشنِّ الكثير من الغارات داخل سوريا منذ عام 2011، إذ تَعتبر الوجود الإيراني تهديداً استراتيجياً لها، حيث يقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن إسرائيل ستكثف حملتها ضد الوجود الإيراني في سوريا، حيث وسَّعت طهران وجودها بمساعدة جماعات مسلحة تابعة لها.
كذلك فإن الولايات المتحدة تشن في بعض الأحيان غارات جوية على مواقع تابعة لميليشيات تتلقى دعماً من إيران في سوريا.
يُذكر أن وكالة رويترز كانت قد نقلت في وقت سابق عن مصادر مخابراتية إقليمية قولها إن الضربات الإسرائيلية على سوريا جزء من حرب خفية أقرتها واشنطن، وتأتي في إطار السياسة المناهضة لإيران، التي قوَّضت خلال العامين الماضيين القوة العسكرية لطهران، دون أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في الأعمال العدائية.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 عمليات قصف ومعارك تسببت في مقتل أكثر من 380 ألف شخص، وألحقت دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدت إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.