اشتباكات بإثيوبيا تهدد السودان.. الأمم المتحدة تتوقع نزوح 200 ألف شخص إلى الخرطوم

عربي بوست
تم النشر: 2020/11/20 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/20 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش
عناصر من ميليشيات منطقة أمهرة يستقلون شاحنتهم أثناء توجههم لمواجهة جبهة تحرير شعب تيغراي في سانجا، إثيوبيا/ رويترز

يتأهب السودان لاستقبال عشرات الآلاف من النازحين وطالبي لجوء إضافيين، في الساعات القليلة المقبلة، تهدد البلد بمزيد من المشاكل والأزمات، في ظل واقع سياسي مُزرٍ، ومشاكل اقتصادية، فاقمتها الفيضانات الأخيرة، إذ تتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لجوء 200 ألف شخص إلى السودان من إثيوبيا، خلال الأشهر الستة المقبلة، من جرّاء الاشتباكات المسلحة في إقليم تيغراي.

وبدأت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مواجهات مسلحة بين الجيش الإثيوبي و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في الإقليم، كما هيمنت الجبهة الشعبية على الحياة السياسية بإثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل آبي أحمد إلى السلطة عام 2018، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية "أورومو" البالغ عددها نحو 108 ملايين نسمة.

مأساة إنسانية

عبر اتصال مرئي، شارك الممثل الدائم لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان، أكسل بيسكوب، في مؤتمر صحفي بمكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، الجمعة 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

أكد بيسكوب أن الأمم المتحدة شكلت خطة تدخُّل مع المؤسسات كافة، بينها برنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، من أجل إغاثة 200 ألف شخص.

كما شدد على أن 31 ألف شخص لجأوا إلى السودان خلال الأسبوعين الأخيرين، وأن ما بين 4 و5 آلاف شخص يدخلون السودان (قادمين من تيغراي)، مع احتمال تزايد اللاجئين في الأيام المقبلة.

المتحدث ذاته أضاف أنه بناء على الوضع الحالي، من المتوقع أن يلجأ 200 ألف إثيوبي إلى السودان خلال الأشهر الستة المقبلة.

في المؤتمر نفسه، دعا متحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بابار بالوش، إلى وقف إطلاق نار فوري في إقليم تيجراي.

كما شدد بالوش على ضرورة السماح بفتح ممرات إنسانية، من أجل سلامة ومرور المدنيين.

الآلاف دخلوا سلفاً البلد

الخميس 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن السودان ارتفاع أعداد اللاجئين الإثيوبيين إلى أراضيه لـ36 ألفاً، من جرّاء النزاع المسلح في تيغراي.

يستقبل السودان اللاجئين الإثيوبيين بمراكز الاستقبال الحدودية في منطقة "حمداييت" بولاية كسلا، ومنطقة "القرية 8" في ولاية القضارف.

يأتي تدفق اللاجئين الجدد في الوقت الذي يعاني فيه السودان وضعاً إنسانياً مُزرياً، نتيجة الصراع والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والفيضانات غير المسبوقة، وتفشي الجراد، فضلاً عن تفشي كورونا.

تقرير جديد

في الاتجاه نفسه، قالت منظمة المجلس النرويجي للاجئين، الجمعة، إن آلاف الإثيوبيين يفرون إلى السودان في "ظروف مريرة"؛ على خلفية الصراع الدائر في إقليم "تيغراي" المضطرب.

وقال ويل كارتر، مدير المنظمة بالسودان، في بيان، إن "العديد من الأسر جاءت وليس معها سوى الثياب التي تحملها على ظهورها، لقد جاءوا بشكل أساسي بلا أي شيء".

أشار البيان إلى أن "الإثيوبيين الفارين إلى السودان، منهم نساء حوامل، وأطفال من دون والديهم، ومرضى مُسنون".

كما أضاف أنهم "ينامون في العراء من دون خيام، توجد فقط بطانيات وهناك بعض الطعام…ولكن لا توجد مراحيض أو حمامات أو خدمات صحية".

وتابع كارتر قائلاً: "هناك نساء حوامل في المخيم، ومرضى سكر بلا أنسولين، ومصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، بلا رعاية طبية وأطفال بلا أبوين، إنه وقت مؤلم ومحبط للغاية بالنسبة لكثيرين".

وزاد بالقول: "أبلغَنا اللاجئون أنهم قلقون على أقاربهم في تيغراي، لأنهم غير قادرين على الوصول إليهم، بسبب قطع الاتصالات".

تحميل المزيد