قالت اللجنة التي منحت رئيس وزراء إثيوبيا، أبي أحمد، جائزة نوبل للسلام، الثلاثاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إنها تشعر بالقلق الشديد إزاء الصراع في منطقة تيغراي الإثيوبية، ودعت جميع الأطراف إلى إنهاء العنف، لمنع اندلاع حرب أهلية.
أزمة إنسانية كبيرة: جاءت دعوة لجنة نوبل بينما لقي المئات حتفهم وفر الآلاف إلى السودان، في ظل اتهامات بارتكاب فظائع منذ شن أبي هجوماً عسكرياً قبل أسبوعين على زعماء تيغراي بعد أن تحدوا سلطته.
بيان اللجنة التي نادراً ما يكون لها موقف بشأن ما يفعله الفائزون بجوائزها بعد حصولهم عليها، قالت: "تتابع لجنة نوبل النرويجية عن كثب التطورات في إثيوبيا وتشعر بالقلق الشديد"، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
أضاف البيان: "إنها (اللجنة) تكرر اليوم ما سبق أن قالته وهو أن مسؤولية جميع الأطراف الضالعة (في الصراع) أن تنهي العنف المتصاعد وأن تحل الخلافات والصراعات بالوسائل السلمية".
وحصل أبي أحمد، البالغ من العمر 44 عاماً، على الجائزة في عام 2019 لأنه حقق السلام مع إريتريا بعد حرب مدمرة دارت رحاها بين عامَي 1998 و2000 وتبعتها مواجهة استمرت طويلاً على الحدود.
رفض لدعوات التهدئة: وكان أبي أحمد قد تجاهل مناشدات دولية للحوار ووقف التصعيد في الصراع، الذي يهدد استقرار منطقة القرن الإفريقي الهشة، وما يخشى البعض أنه تطهير عرقي، بحسب ما أوردته صحيفة The Times البريطانية، أمس الثلاثاء.
في هذا السياق، قال أصغر زعيم إفريقي للأمم المتحدة وآخرين، إنه لن يجلس مع قادة تيغراي المتمردين إلا إذا استعاد حكم القانون، فيما قال محللون إقليميون إن طموحات أبي أحمد لسحق المعارضة في المملكة القديمة بعيدة عن الواقعية.
يأتي ذلك بينما انتهى الموعد النهائي لاستسلام الحكام الإقليميين، وهو ما يمهد الطريق لقتال عنيف في ظل ضغط القوات الحكومية على ميكيلي، عاصمة تيغراي الجبلية، التي تتفانى في الدفاع عنها القوات الإقليمية والميليشيات الموالية لها.
لذا من المتوقع أن يتحول أكثر من 200 ألف شخص إلى لاجئين إذا استمر هذا الصراع. وقد انتقل بالفعل أكثر من 27 ألف لاجئ، معظمهم من الأطفال، عبر حدود تيغراي إلى السودان، الذي يجاهد للحفاظ على سلامه بعد ثورة العام الماضي.
كذلك امتد الصراع نفسه خارج الحدود بعد شن قوات إقليم تيغراي هجمات صاروخية على مواقع في جارته إريتريا.
تجدر الإشارة إلى أن كلا طرفي الصراع متهم بارتكاب جرائم حرب، منها مذبحة سجلتها منظمة العفو الدولية قيل إن عشرات المدنيين قُطّعوا فيها حتى الموت، ربما على يد جماعات ميليشيا موالية لتيغراي.
يعود الخلاف بين أبي أحمد وتيغراي إلى صعوده إلى السلطة عام 2018 حين فرض إصلاحات أدت إلى تهميش حكام الإقليم.
وقد تعرضت لجنة نوبل للسلام لانتقادات بسبب تسرعها في منح جائزتها لبعض الشخصيات في الماضي، مثل باراك أوباما، الذي مُنح الجائزة بعد تسعة أشهر من رئاسته.
كذلك فازت أونغ سان سو تشي، زعيمة بورما، بالجائزة عام 1991 حين كانت رهن الإقامة الجبرية، وتعرضت لاحقاً لانتقادات لفشلها في وقف اضطهاد أقلية الروهينغا المسلمة.