ترامب يُقلق استخبارات أوروبا.. مخاوف من هجوم أمريكي ضد إيران بدفع من السعودية وإسرائيل

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/18 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/18 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
ميركل تتوسط ترامب وماكرون / أرشيفية

كشف موقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأوروبية يشعرون بالقلق من احتمال القيام بعمل عسكري تجاه إيران في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 

الموقع الأمريكي نقل عن ثلاثة من مسؤولي أجهزة الاستخبارات الأوروبية قولهم إن هناك قلقاً ساد لأكثر من أسبوع أروقة أجهزة الاستخبارات الأوروبية، من قيام ترامب -الذي مارس أقصى قدر من الضغط على إيران- بالاشتراك مع إسرائيل أو السعودية بخلق مواجهة عسكرية في الأيام الأخيرة لإدارته.

هل يريد ترامب توريط بايدن؟ هذه المخاوف تضاعفت بالتزامن مع ورود أخبار تفيد بأن الرئيس ترامب طلب الأسبوع الماضي قائمةً بالخيارات العسكرية من مستشاريه العسكريين والدبلوماسيين.

إذ قال المسؤولون الثلاثة، الذين رفضوا التحدث بشكل رسمي عن آرائهم الصريحة بشأن الوضع، إن أحد المخاوف يتمثل في اتخاذ إجراء أحادي الجانب من جانب الولايات المتحدة لفرض صدام عسكري، قد يجعل من المستحيل على إدارة بايدن القادمة العودة إلى الاتفاقية النووية المشتركة لعام 2015، التي تم بموجبها تخفيف العقوبات على إيران مقابل إنهاء برامجها للأسلحة النووية. 

قال أحد المسؤولين: "نحن قلقون من دوافع الرئيس ترامب بشأن فرض مواجهة كبيرة بالتزامن مع مغادرته لمنصبه، الأمر الذي قد يُقيد يدي بايدن. 

لكن في حين "أننا لا نثق في أن الرئيس الأمريكي الحالي لن يتصرف بتهور"، يضيف المصدر "لدينا بعض الثقة في أن عدم الشعبية السياسية لأي خطوة إلى جانب المخاوف العميقة التي بالتأكيد أعربت عنها القيادة العسكرية ستجعل من الصعب اتخاذ مثل هذه الخطوة". 

دور السعودية وإسرائيل: يتمثل مصدر القلق الثاني في أن السعوديين وإسرائيل يرون رحيل ترامب بمثابة ساعة موقوتة عليهم التغلب عليها واتخاذ أي إجراء بسرعة.

وقال مسؤول ثان في حلف شمال الأطلسي (الناتو): "أخشى أن يرى السعوديون أو الإسرائيليون أذناً متعاطفة لدى رئيس يستعد لمغادرة البيت الأبيض، ومجيء بايدن المعادي لهم، ويعتقدون أن هذا ربما يجعل المواجهة أمراً لا مفر منه". يذكر أن السعودية وإسرائيل يقودهما الآن قادة غير ناضجين ظلوا يصرخون لفترة طويلة بشأن الحاجة إلى الحرب مع إيران، ومن المحتمل أنهم يعتقدون حقاً أن مجيء إدارة بايدن سيجعل إيران تشن هجوماً نووياً عليهم.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قد شنت سلسلة من الهجمات في إيران خلال فصل الصيف، مع إدراكها لتعاطف إدارة ترامب مع ذلك، في ظل تنفيذ استراتيجية "الضغط الأقصى".

هذه المخاوف تأكدت الأسبوع الماضي، في أعقاب هزيمة ترامب في الانتخابات، عندما استبدل الرئيس الكثير من القيادات العليا في وزارة الدفاع -بما في ذلك الوزير مارك إسبر- بشخصيات تعتبر متشددة فيما يتعلق بإيران. وقالت المصادر الثلاثة إن ذلك أثار مخاوف بين الديمقراطيين والحلفاء الأوروبيين.

إيران لم تنتقم بعد لسليماني: في يناير/كانون الثاني 2020، أمر ترامب باغتيال القائد العسكري الإيراني البارز قاسم سليماني، وقائد ميليشيا عراقية. عزّز ذلك المخاوف من أن الرد الإيراني قد يجر الولايات المتحدة وحلفاءها إلى صراع أوسع.

 في حين أن هذه المخاوف لم تتحقق أبداً، حيث يبدو أن إيران مستعدة للتحلي بالصبر ومعرفة ما إذا كان بايدن سيستأنف المحادثات، فقد قال الإيرانيون مراراً إنهم يخططون للانتقام لاغتيال سليماني، في الوقت أو المكان الذي يختارونه.

قال مسؤول استخباراتي ثالث، يتفق مع رأي زملائه: "أشك في أن الإيرانيين سيتصرفون بمثل هذه الحماقة، وخاصة بعد الانتظار طوال العام لمعرفة ما إذا كان بايدن سيفوز". 

لكنه أضاف أنه مثلما لا أعتقد أن الأمريكيين سيفعلون أي شيء -بغض النظر عن مواقف ترامب الخطيرة- لا يمكنني أن أؤكد أن السعوديين أو الإسرائيليين لن يفعلوا أي شيء. 

كما قال إن الشيء نفسه ينطبق على الإيرانيين "لا أعتقد أنهم يريدون صداماً، لكنني أعرف أن بعض قياداتهم يريدون الدخول في صراع، لكن هل سيفكرون في إجراء أي عملية تهدف إلى إشعال فتيل النزاع وعزل دبلوماسييهم سياسياً؟ هذا ممكن تماماً".

تحميل المزيد