أثارت ما كشفته تحقيقات محققين مصريين عن "قاتل متسلسل" يُعرف باسم "سفاح الجيزة" صدمة لدى الرأي العام، بعدما تكشف خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية المزيد من الوقائع الصادمة عن عمليات القتل التي ارتكبها، ونجاحه في الإفلات من العقوبات منذ سنوات.
بداية عمليات القتل: وسائل إعلام مصرية نشرت، الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، نتائج ما توصلت إليه التحقيقات حول الرجل الذي يدعى القذافي فرج، والذي اعترف حتى الآن بقتله لأربعة أشخاص.
بدأت عمليات القتل في عام 2015، وحينها كان الرجل على علاقة بسيدة، لكنه في النهاية قرر أن يتزوج شقيقتها التي كانت تعمل لديه، إلا أن السيدة هددته بفضح أمره عندما اقترب موعد الزفاف، وحينها قرر فرج أن يقتلها.
بحسب التحقيقات، فإن المُتهم استدرج السيدة التي شعرت بأنها تعرضت للخيانة إلى شقة، وفيها قام بخنقها ودفنها بملابسها بإحدى الغرف، ثم أوهم أسرتها بأنها سافرت إلى الخارج من أجل العمل مع شخص في مجال التمثيل والإعلانات، ولذلك لم يحرروا محضراً بغيابها، وفقاً لما ذكره موقع "اليوم السابع".
قتل صديق الطفولة: التحقيقات كشفت أيضاً عن جريمة قتل ارتكبها المُتهم بحق صديق طفولته، ووفقاً لما ذكره موقع "مصر العربية"، فإن التحريات توصلت إلى فك لغز اختفاء رضا عبداللطيف، صديق فرج منذ سنوات.
كان عبداللطيف، وهو خريج كلية الهندسة، متزوجاً وكان يعمل في دولة السعودية، واستطاع تكوين ثروة مالية، ولثقته في صديقه فرج كان يرسل له الأموال مع توكيل رسمي للتصرف فيها.
أنشأ المتهم فرج سلسلة مكتبات في الجيزة، ثم استولى على أموال صديقه عبداللطيف، وعندما عاد الأخير من السفر طالبه بالأموال، فرفض فرج.
حينها اكتشف عبداللطيف أنه وقع ضحية نصب صديقه له، وذهب إلى منزل فرج لمعاتبته، لكن المتهم قدّم له مشروباً فيه سم قاتل، وشربه عبداللطيف ثم توفي، ودفنه فرج في شقته بمنطقة بولاق الدكرور.
منذ ذلك الحين وعائلة المهندس كانت تبحث عنه وتقدم البلاغات عن اختفائه دون أن يتمكن أحد من التوصل إلى تفسير لسر اختفائه، حيث سيكتشفون لاحقاً أن فرج انتحل شخصيته بعدما قتله، وأكمل حياته على أنه المهندس عبداللطيف.
قضية قتل ثالثة: وبدأت قضية القتل الثالثة التي يُتهم فيها فرج، عندما نشب خلاف بينه وبين سيدة تبلغ من العمر 33 عاماً، وبحسب ما ذكره موقع "الأهرام"، فإن السيدة كانت مقيمة في الإسكندرية.
اعترف المتهم بسابقة وعده للسيدة بالزواج منها، وتحصله منها على مبلغ 45 ألف جنيه، قيمة بيع شقة كانت ملكها، وعندما ألحت السيدة على استعادة المبلغ، أو إتمام الزواج بها كما وعدها المتهم، في ذلك الحين، استدرج فرج السيدة إلى مخزن في منطقة العصافرة بالإسكندرية، بزعم إعطائها بضاعة بقيمة المبلغ، لكنه خنقها ودفنها بملابسها داخل المخزن، وذكرت وسائل إعلام مصرية أن السلطات استخرجت الجثة.
الزوجة القتيلة الرابعة: وأضاف المُتهم ضحية أخرى إلى قائمة قتلاه، لكن هذه المرة كانت زوجته التي ذكرت وسائل إعلام مصرية، بينها موقع "مصراوي"، أن اسمها فاطمة.
نقلت وسائل الإعلام أقوال المتهم عن هذه الجريمة خلال التحقيقات، وأشار فيها إلى أنه قتل زوجته عن طريق دس السم لها، ثم دفن جثتها في شقته في بولاق الدكرور بجوار صديقه المهندس.
قال المُتهم عن هذه الواقعة: "مسكت مراتي، ضربتها وكسرت دماغها، وبعدين حطيت جثتها في فريزر علشان الجثة ميطلعش ليها ريحة، اللي حصل إني بعد ما قتلت صاحبي ودفنته بحوالي شهرين، فوجئت بمراتي سرقت مني 330 ألف جنيه، وما كانتش عايزة تقول مكان الفلوس فين، خليتها بتتغدى، ومسكت دماغها وفضلت أخبطها في الحيطة، لحد ما انفجرت".
أكد المُتهم أيضاً أنه ترك زوجته فاطمة تنزف لمدة ساعتين، حتى تأكد من أنها ماتت بالفعل، وأضاف أنه قطّع يديها ورماها للكلاب عقاباً لها على السرقة، لقيوم بعدها بوضع الجثة في الفريزر قائلاً إنها "تستحق هذا العقاب".
بداية السقوط: وتشير التحقيقات إلى أن المتهم تزوج بعدة سيدات، على الرغم من تمكن المتهم من ارتكاب الجرائم والإفلات من العقاب لسنوات عدة، إلا أن زواجه من صيدلانية كانت آخر ضحاياه رسمت بداية لنهاية عمليات القتل المُتهم بها.
في ذلك الحين كان فرج قد سافر إلى الإسكندرية، منتحلاً شخصية المهندس عبداللطيف بعدما استطاع تزوير وثائق، وتزوج من الصيدلانية، وبعد عدة سنوات اكتشفت الأخيرة زواجه من سيدة أخرى باسم مزيف آخر فنشبت بينهما عدة خلافات.
ولذلك قرر المتهم الانتقام منها وحاول قتلها، ولكنه فشل، فتخفى في ملابس نسائية مرتدياً "النقاب" وصعد إلى شقة والدها واستولى على مبلغ مليون جنيه ومصوغات ذهبية وفرّ هارباً.
بعد ذلك أبلغ حما المتهم عن الجريمة فقامت الأجهزة الأمنية حينها بمراجعة كاميرات المراقبة وأجرت عدة تحريات ووزعت نشرة بمواصفات المسروقات حتى ألقي القبض عليه أثناء بيع المصوغات، وتم حبسه في أحد سجون الإسكندرية.
سقوط المتهم: بعدما قتل فرج صديقه عبداللطيف، أرسل رسالة عبر الهاتف إلى أحد إخوة الضحية من رقم مجهول، مدعياً أن المجني عليه جرى القبض عليه بالخطأ، ولا يعلم إلى أين يتم اصطحابه، ثم خدع العائلة بأنه يساعدها في البحث عن الضحية.
تقول أسرة المهندس الضحية إن اللحظة الفارقة جاءت بعد مرور أكثر من 3 سنوات على اختفاء الضحية، عندما اكتشفت الأسرة عن طريق الصدفة بيع أحد ممتلكاتها بغير علمها، وتبين أن المتهم فرج زور مستندات وباع معظم أملاك الأسرة وبالأخص ممتلكات الضحية.
بعد ذلك بدأت الأسرة تكتشف المزيد من عمليات التزوير في المستندات، حيث باع فرج أكثر من من عقار للعائلة، بعدما أوهم السلطات بأنه هو المالك.
بعد تقديم بلاغ تم إيداع فرج في السجن، ليقضي سنة في الحبس، جراء الاتهامات الموجهة له، وعند إنهاء إجراءات الخروج من السجن، تبين أنه ورد اسمه في قضية اختفاء زوجته، ومن هنا تم ضبطه واعترف بدفنها منذ خمس سنوات، ليعترف ببقية الجرائم الأخرى.