إسرائيل تبني حياً استيطانياً اختارت القدس الشرقية له وتريد تمريره قبل تسلم بايدن السلطة

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/11/16 الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/11/16 الساعة 13:53 بتوقيت غرينتش
المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية/ رويترز

قال موقع Middle East Eye البريطاني الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 نقلاً عن منظمة "عير عميم"، وهي معنية بتعقب ورصد بناء المستوطنات في القدس، إن إسرائيل تمضي قدماً في خططها لبناء حي استيطاني جديد في القدس الشرقية المحتلة، محذرة من تعمُّد تل أبيب تكثيف هذه الجهود لإتمام العمل قبل مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقررة في يناير/كانون الثاني 2021.

كانت إدارة ترامب قد أنهت مساراً حافظت عليه الإدارات الأمريكية المتعاقبة من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، طيلة عقود، وذلك بإعلانها عدم معارضة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة. 

موقف إدارة بايدن: على الجانب الآخر، قال الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، إن إدارته ستعيد الولايات المتحدة إلى موقفها المعارض لبناء المستوطنات، التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتعتبرها كثير من الحكومات عقبةً أمام السلام.

يُذكر أنه في ديسمبر/كانون الأول 2017، قررت إدارة ترامب الانفصال عن موقف المجتمع الدولي واعترفت بمدينة القدس بأكملها عاصمةً لإسرائيل. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قالت إدارة ترامب إنها لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة انتهاكاً للقانون الدولي، ليأتي موقفها مرةً أخرى متعارضاً مع الإجماع الدبلوماسي واسع النطاق.

علاوة على ذلك، قرَّر وزير الخارجية الأمريكي الحالي، مايك بومبيو، زيارةَ مستوطنة إسرائيلية غير شرعية في الضفة الغربية المحتلة ومرتفعات الجولان السورية في الأيام المقبلة، في أول زيارة لوزير خارجية أمريكي للمناطق الفلسطينية والسورية المحتلة. ومن المقرر أن تتضمن زيارة بومبيو على نحو خاص زيارةً إلى مصنع نبيذ "بسغوت"، الذي كان قد أطلق اسم "بومبيو" على أحد منتجاته تكريماً له في فبراير/شباط 2020.

مديرية أراضي إسرائيل: أما الخطوة الأخيرة، فشهدت قيام ما يُعرف بـ"مديرية أراضي إسرائيل" بطرح عطاءات بناء في "غفعات همتوس"، وهي منطقة غير مأهولة حالياً تقع في القدس الشرقية بجوار حي بيت صفافا الذي تقطنه أغلبية فلسطينية.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن في فبراير/شباط 2020 موافقته على بناء 3000 وحدة استيطانية في المنطقة، وقال إن نحو 2000 منها سيخصص لليهود، فيما سيخصص 1000 للفلسطينيين من سكان بيت صفافا.

وهكذا، طرحت مديرية الأراضي الإسرائيلية الأسبوع الماضي مناقصات لبناء أكثر من 1200 وحدة سكنية معظمها في منطقة "غفعات همتوس".

عطاءات مبانٍ جديدة: لفتت منظمة "عير عميم" الأنظار إلى العطاءات الجديدة في بيانها الذي صدر يوم الأحد 15 نوفمبر/تشرين الثاني، وأرفقته بتحذير من أن الشهرين المقبلين ضمن الفترة التي تسبق تغيير هوية الرئيس الأمريكي في واشنطن، "ستكون فترةً حرجة".

حيث قالت المنظمة في بيانها: "نعتقد أن إسرائيل ستحاول استغلال هذه الفترة للمضي قدماً في تحركات من المحتمل أن تعارضها الإدارة القادمة"، مشيرةً إلى أن فترة طرح عطاءات الأراضي ستنتهي في 18 يناير/كانون الثاني 2021، قبل يومين من تنصيب بايدن.

فيما جددت المنظمة الإعراب عن مخاوفها من أن بناء مستوطنات في منطقة "غفعات همتوس" سيكون بمثابة ضربة مدمرة لأي حل محتمل للوضع المتعلق باحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية، لأنه يفصل القدس الشرقية عن مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، ومن ثم يعترض الاستمرارية الإقليمية لأي دولة فلسطينية مزمعة في المستقبل، على أساس حل الدولتين، ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وقالت المنظمة في بيانها: "إذا أُقيمت مستوطنة غفعات همتوس بالفعل، فستصبح أول مستوطنة جديدة في القدس الشرقية منذ 20 عاماً".

محاولة اغتيال حل الدولتين: من جانبه، قال نبيل أبوردينة، المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن طرح الأراضي الخاصة بمنطقة غفعات همتوس يعد بمثابة محاولة إسرائيلية "لاغتيال حل الدولتين المدعوم دولياً".

ومع ذلك، يجادل النقاد لحل الدولتين بأنه لم يعد حلاً قابلاً للتطبيق بسبب الاستيطان الإسرائيلي المستمر لأراضي فلسطينية محتلة، حيث يعيش نحو 400 ألف مستوطن في الضفة الغربية تحت مظلة القانون الإسرائيلي ويستخدمون أنظمة تعليم ونقل منفصلة عن باقي السكان، فيما يقول خبراء في القانون إنه يرقى إلى مستوى سياسات الفصل العنصري.

في المقابل تأتي عطاءات القدس الشرقية في أعقاب الموافقة على 96 وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية، فيما يُعرف بحي "رمات شلومو"، الأسبوع الماضي.

يُذكر أن الموافقات الأولى لبناء وحدات استيطانية في رمات شلومو في عام 2010 كانت قد تسببت في وقوع خلاف كبير بين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ونائبه في ذلك الوقت جو بايدن.

كانت إسرائيل قد فرضت سيطرتها على القدس الشرقية خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها في خطوة من جانب واحد لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.

تحميل المزيد