قال خمسة دبلوماسيين إقليميين، إن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ أُطلقت من القوات المحلية في إقليم "تيجراي" بإثيوبيا على العاصمة الإريترية، مساء السبت 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في تصعيد كبير للصراع الذي بدأ قبل 11 يوماً، بين القوات الاتحادية الإثيوبية والقوات المحلية في تيجراي.
زعيم تيجراي ديبرصيون جبريميكيل، كان قد اتهم يوم الثلاثاء الفائت إريتريا بأنها أرسلت قواتها عبر الحدود لدعم القوات الحكومية الإثيوبية ضد تيجراي، لكنه لم يقدم دليلاً، كما نفى وزير خارجية إريتريا عثمان صالح محمد ذلك وقال لوكالة رويترز "نحن لسنا طرفا في الصراع".
ثلاثة دبلوماسيين نقلت عنهم رويترز القول إن ما لا يقل عن صاروخين أصابا مطار أسمرة، ومع تعطل معظم الاتصالات في تيجراي وإريتريا لم تستطع رويترز التأكد من الضربات، بشكل مستقل.
كانت إريتريا وإثيوبيا قد وقعتا اتفاق سلام قبل عامين، لكن حكومة أسياسي أفورقي في أسمرة، ظلت على عدائها لقيادة إقليم تيجراي بعد دورهم في الحرب المدمرة التي دارت رحاها بين عامي 1998 و 2000، والتي تُعرف بــ"الحرب الإريتيرية الإثيوبية".
من جانبه، قال المتحدّث باسم "جبهة تحرير شعب تيجراي"، غيتاتشيو ريدا في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية: "سواء انطلقت الهجمات من أسمرة (عاصمة إريتريا) أو بحر دار (…) ستكون هناك عمليات انتقامية، سنطلق الصواريخ على أهداف مختارة، بالإضافة إلى المطارات".
كذلك هدد المتحدث بأن قوات تيجراي "ستشن هجمات صاروخية لإحباط أي تحرّكات عسكرية في مصوع وأسمرة" في إشارة إلى مدينتين في إريتريا، متّهما القوات الإريترية بشن هجمات اعتباراً من يوم الجمعة الفائت على تيغراي بناء لطلب الحكومة الإثيوبية المركزية.
هجمات صاروخية: في سياق متصل، شنت قوات الدفاع في تيجراي هجمات صاروخية على قواعد عسكرية في بحر دار وغوندر، رداً على ضربات جوية شنتها قوات الحكومة الاتحادية على مناطق متعددة من الإقليم، بحسب المصدر نفسه.
يُذكر أنه في وقت سابق من السبت، أفادت مصادر إثيوبية بسماع دوي انفجارين هزا مدينتي بحر دار وغوندر، في وقت متأخر من الجمعة.
حيث قال مصدر لـ"الأناضول" في مدينة بحر دار (فضَّل عدم الكشف عن هويته): "سُمعت أصوات تبادل إطلاق النار، عقب الانفجار بالمدينة". كذلك، هز انفجار آخر، قبل منتصف الليل، مدينة غوندار شمالي البلاد، وفق مصادر أخرى.
ولم تُعرف على الفور الجهة المسؤولة عن وقوع الانفجارين أو حجم الأضرار التي حدثت، وما إذا كانا قد أسفرا عن سقوط ضحايا. وحسب المصادر، فإن الوضع هدأ في كلتا المدينتين.
جبهة تيجراي: في المقابل، سبق أن بدأت في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، مواجهات مسلحة بين الجيش الإثيوبي و"الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي" بالإقليم. وهيمنت الجبهة الشعبية على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل آبي أحمد إلى السلطة عام 2018، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية "أورومو".
في سياق متصل تعتبر "أورومو" أكبر عرقية في إثيوبيا بنسبة 34.9% من السكان، البالغ عددهم نحو 108 ملايين نسمة، فيما تعد "تيجراي" ثالث أكبر عرقية بـ7.3%.
حيث انفصلت الجبهة التي تشكو من تهميش السلطات الفيدرالية عن الائتلاف الحاكم، وتحدَّت آبي أحمد بإجراء انتخابات إقليمية في سبتمبر/أيلول 2020، اعتبرتها الحكومة "غير قانونية"، في ظل قرار فيدرالي يقضي بتأجيل الانتخابات، بسبب جائحة كورونا.