أعلنت شرطة "واشنطن العاصمة" اعتقال ما لا يقل عن 20 شخصاً، مساء السبت 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، على هامش المسيرة التي احتشدت في العاصمة دعماً للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، والذي ما زال لا يعترف بهزيمته أمام منافسه الديمقراطي، فيما أكدت مصادر رسمية كذلك أن شخصاً قد تعرّض للطعن خلال هذه المظاهرات وأن إصابته حرجة.
شبكة CNN الأمريكية نقلت عن لاتويا فوستر، المتحدثة باسم عمدة واشنطن موريل باوزر، أنه تم نقل شخص بالغ للعلاج، إثر إصابته بعدة طعنات، فيما أكدت مصادر أخرى للشبكة أن الضحية في حالة حرجة.
كما أشارت فوستر إلى أن اثنين من ضباط شرطة العاصمة أيضاً أُصيبوا بجروح، حينما فضّوا اعتصاماً قام به الآلاف من أنصار الرئيس دونالد ترامب، احتجاجاً على النتائج وفوز جو بايدن.
أكدت فوستر اعتقال الشرطة لما يقل عن 20 شخصاً، كما ضبطت 7 أسلحة نارية، حيث لا يوجد في واشنطن قانون حمل مفتوح للأسلحة.
بحسب فوستر، فإن 4 أشخاص من المعتقلين متهمون بانتهاكات أسلحة نارية، وهناك اثنان لاعتداء بسيط، وشخص للاعتداء على ضابط شرطة، وشخصان للشجار وإثارة الاضطرابات.
مظاهرة واشنطن: والسبت، نزل الآلاف من مناصري دونالد ترامب إلى شوارع واشنطن، حيث مرّ موكب الرئيس أمامهم، ولا يزال يتمسك بتصريحاته عن عمليات تزوير واسعة حرمته من الفوز في الانتخابات الرئاسية.
المتظاهرون الذين كانوا على مقربة من البيت الأبيض قابلوا مرور ترامب المقتضب بهتافات صاخبة، ولوّحوا بأيديهم، وأطلقوا الصفارات فيما كانوا يرفعون لافتات ورايات كتب عليها "أفضل رئيس على الإطلاق"، و"أوقفوا السرقة" (للأصوات)، و"ترامب 2020: لنحافظ على عظمة أمريكا".
بحلول الظهر كان عدة آلاف من الأشخاص قد تجمّعوا في ساحة فريدوم بلازا، مع استمرار وصول آخرين من جميع الجهات وهم يلوحون برايات، ويهتفون "أربع سنوات أخرى"، في أجواء احتفالية تذكر بمهرجان لترامب.
من جانبها، قالت وسائل إعلام أمريكية إن مشاركة مجموعة "براود بويز" اليمينية المتطرفة في المسيرات، استدعت تواجداً أمنياً كبيراً في العاصمة، لمنع صدامات مع مناهضين لترامب.
مرغريتا أورتوبي، (49 عاماً)، وتعمل في مجال تربية الخيول، جاءت بالطائرة من ميامي مع شقيقتها إلى واشنطن للمشاركة في المظاهرة، قالت لوكالة فرانس برس إن الانتخابات شهدت "فساداً كبيراً"، مضيفة أن "ترامب حقق فوزاً ساحقاً. نحن هنا لنشارك في مسيرة لوقف سرقة هذه الانتخابات، ولإسماع صوتنا".
أما داريون شوبلن، الذي قدم بالسيارة من ولاية أوهايو، فجاء للاحتجاج على "المنظومة بأسرها"، حيث قال الشاب البالغ 26 عاماً، "الحقيقة في الواقع لا تخرج إلى العلن".
مشاركة رمزية: خلال المسيرة ظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث مر بموكبه بمكان تجمُّع أنصاره في ساحة الحرية بوسط العاصمة الأمريكية واشنطن.
ومن وراء زجاج نافذة السيارة كان ترامب يلوّح بيده، وفيما أطلق أنصاره الصيحات تحيةً له كان أفراد من الأمن يركضون بجانب سيارته خلال الموكب.
كما كتب ترامب على تويتر في حديثه عن مظاهرة واشنطن: "يثلج صدري رؤية هذا الدعم الهائل، خاصةً التجمعات العفوية التي بدأت في الظهور بكل أنحاء البلاد، وضمنها تجمُّع السبت في العاصمة".
انتصار جورجيا الحاسم: الجمعة، عزّز بايدن انتصاره بالفوز بولاية جورجيا (16 صوتاً)، ليرفع عدد الأصوات التي حصل عليها من المجمع الانتخابي إلى 306، بينما يقف الرئيس ترامب الآن عند 232 صوتاً، بعد أن كسب بايدن 5 ولايات عُرفت بتأييدها للجمهوريين سابقاً، هي كل من أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وميشيغان، إضافة إلى ويسكونسن.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إن تصديق حاكم ولاية جورجيا على نتائج الانتخابات يجعل من المستحيل مراجعتها. وأضاف ترامب على تويتر، أن "مرسوم الموافقة الموقَّع من قبل وزير خارجية (ولاية) جورجيا بموافقة الحاكم، يجعل من المستحيل التحقق من التوقيعات ومطابقتها على بطاقات الاقتراع والمغلفات، وما إلى ذلك".
ويستمر ترامب في عرقلة قدرة بايدن على الاستعداد للمرحلة الانتقالية، قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، بالطعن في نتائج فرز الأصوات في أنحاء البلاد، في حين قوبلت معظم طعون حملته الانتخابية بالرفض.