كشفت صحيفة The Guardian البريطانية الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أن حكومات الاتحاد الأوروبي قد تبنت بياناً مشتركاً حول "التطرف العنيف"، بعدما أزالت منه إشارات تخص الإسلام، كانت قد أثارت جدلاً واسعاً.
البيان المشترك الذي أعلنه وزراء الشؤون الداخلية في دول الاتحاد الأوروبي، الجمعة ربط زيادة التطرف العنيف في أوروبا بفشل المهاجرين في الاندماج داخل المجتمعات الأوروبية.
تشير الصحيفة إلى أن هذا الإعلان جاء عقب أسبوع من الخلافات حول محتوى البيان المُقترَح الذي دفعت به فرنسا وألمانيا والنمسا، حيث أزيلت منه إشارات إلى الإسلام، وكذلك أزيلت منه مطالبة الوافدين بتعلم لغات دولهم الجديدة "وكسب عيشهم بأنفسهم".
البيان اكتفى، بحسب الصحيفة، إلى الإشارة إلى أن "الاندماج التزام متبادل، وهو ما يعني أنَّ على المهاجرين بذل جهد نشط للاندماج، في الوقت الذي يتوجب على الدولة بذل الجهد اللازم لمساعدتهم في ذلك"، فيما لم يقدم البيان أي مبادرات سياسية جديدة.
إلا أنَّ عواصم الاتحاد الأوروبي سلَّطت الضوء على ضرورة تحسين التلاحم الاجتماعي في أوروبا في إطار استجابتها لموجة عمليات القتل الإرهابية في باريس ودريسدن وكونفلان سانت أونورين ونيس وفيينا، حسب ما قال البيان.
تهديد للمؤسسات الأهلية: وفي الوقت الذي حذف من البيان الإشارة لعقوبات ضد أولئك الذين فشلوا في الاندماج، فقد شمل بدلاً من ذلك تحذيراً للمنظمات غير الحكومية التي يتبين أنها تنتهك القانون.
جاء في البيان أنَّ "المنظمات التي لا تتصرف وفقاً للتشريعات ذات الصلة، وتدعم المحتوى الذي يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية، فلا يجب دعمها بالأموال العامة، لا على المستوى الوطني ولا على المستوى الأوروبي، ويجب أيضاً الحد من التأثير الأجنبي غير المرغوب فيه للمنظمات المدنية والدينية الوطنية من خلال التمويل غير الشفاف".
كما أشار البيان إلى أنَّ الاتحاد الأوروبي يجب عليه العمل على "تعزيز توافق التعليم والتدريب الدينيين، ويفضل أن يكون ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، مع الحقوق والقيم الأوروبية الأساسية".
جاءت هذه الإشارة للتعليم الديني، بعد دعوة سابقة لتشارلز ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي ورئيس وزراء بلجيكا الأسبق، إلى إنشاء معهد تدريب أوروبي "لتدريب" الأئمة.
مخاوف لدى بعض الدول: وأثارت المسودة الأولية للبيان مخاوف لدى حكومات هولندا والسويد وإسبانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ بشأن ربط مكافحة الإرهاب بالهجرة والتركيز الواضح على "الإسلاموية".
كان رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، قد أوضح هذه النقطة خلال مؤتمرٍ صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومستشاري ألمانيا والنمسا أنجيلا ميركل وسيباستيان كورتس، الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن وُسِّع نطاق البيان بعد ذلك ليعكس المخاوف بشأن صعود اليمين المتطرف والإرهاب الإسلامي.