في أول تعليق من جهة رسمية على حادثة ميدان التحرير، حيث أضرم مواطن مصري في نفسه النار، الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، صرح مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة، بأن الشاب مرتكب الحادثة قد أفرج عنه مؤخراً بتهم جنائية، وأنه يعاني من مشاكل نفسية، وينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
مسؤول أمني، طلب عدم ذكر اسمه، صرح لوكالة فرانس برس بأن الشاب المصري، محمد حسني، الذي أضرم النار في نفسه في ميدان التحرير وسط القاهرة، في احتجاج شخصي ضد الحكومة، كان قد أُفرج عنه مؤخراً بتهم جنائية، من دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.
كما ادعى المسؤول الأمني أن "جماعة الإخوان المسلمين تستغل أحد أفرادها المصابين باضطرابات نفسية، مما يضطره لإشعال النار بنفسه، وذلك بهدف إحداث الفوضى بين المواطنين المصريين".
حادثة ميدان التحرير: الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني، أقدم مواطن مصري على إضرام النار في جسده بميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة، وعبر بث مباشر على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وذلك احتجاجاً على تعرُّضه لمضايقات من طرف السلطات المصرية، التي اتهمها بـ"تدمير أسرته وحياته".
عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقطع الفيديو، الذي يُظهر المواطن المصري، الذي يدعى محمد حسني، يقول فيه إنه اشتغل موظفاً قبل أن يتم تجريده من وظيفته، قبل أن تلتهم النيران جسده، بعد أن أقدم على سكب البنزين على نفسه.
مباشرة بعد إضرام النار في جسده، تمكن عشرات من المصريين من إخمادها، فيما لم يعرف بعدُ أي شيء عن تطور حالته الصحية.
بث مباشر: في هذا البث المباشر، الذي تعدَّت مدته 22 دقيقة، حمَّل الموظف المصري السلطات المصرية تدمير حياته وأسرته، بعد أن استمرت في ملاحقته رغم إعادته مبالغ منهوبة.
صرح في هذا المقطع قائلاً: "كلهم فاسدون، كلهم حرامية، كلهم يأكلون مال النبي"، مردداً: "حسبي الله ونعم الوكيل"، كما نقل أيضاً لحظة ملاحقته من طرف عناصر الأمن الموجودة بميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة.
هذا المقطع المؤلم اعتبره العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "صرخةً" مصرية ضد الظلم والفساد في البلاد، فيما تساءل عدد منهم: "متى تستفيق ضمائر المصريين؟".
وحسب ما تناقله العديد من النشطاء، فإن الموظف المذكور يشتغل في الجهاز المركزي للمحاسبات، وقد تعرض لمضايقات بعد أن أعاد إلى الدولة 25 مليون جنيه من قضايا فساد.
المواطن المذكور قال، في المقطع نفسه، إن "السلطات سوف تتهمه كعادتها بأنه إخوان"، لكنه وصف نفسه بأنه "مواطن غاضب يهتف في الميدان من أجل رفع الظلم والفساد".