كشف تقرير لمجلة Politico، عن قيام كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز بجمع أبرز مساعديه في مكالمة هاتفية، الإثنين 9 نوفمبر/تشرين الثاني، لمناقشة التحركات السياسية المحافظة التي يمكنهم المضي فيها في الأسابيع العشرة الأخيرة، وذلك بشأن الهجرة والتجارة والرعاية الصحية والصين والاختيار المدرسي.
جاء في التقرير أنه رغم رفض الرئيس دونالد ترامب التنازل للرئيس المنتخب جو بايدن، فإن ميدوز طلب من مساعديه في المكالمة منحه 3 أهداف بحلول نهاية الأسبوع، يمكن تحقيقها من خلال تنصيب بايدن، وفقاً لشخصين اطلعوا على المحادثة. ومنذ ذلك الحين، جمع الموظفون قائمة بما يقرب من 15 تحركاً يمكنهم القيام بها من خلال الأوامر التنفيذية، أو الإجراءات التنفيذية، أو الانتهاء من قواعد الوكالة التي يخططون لمتابعتها في الأيام المقبلة، وفقاً لمقابلات مع ثلاثة مسؤولين إداريين.
فيما يتعلق بالهجرة، يسعون لوضع اللمسات الأخيرة على قانون يتعلق بجعل المعايير أكثر صرامة حول تأشيرات H-1B، والتي تسمح لأصحاب العمل في الولايات المتحدة بتوظيف العمال الأجانب مؤقتاً في وظائف متخصصة. وسيسعى الأمر التنفيذي المحتمل المتعلق بالمدارس إلى منح أموال إغاثة كوفيد-19 لأولياء الأمور في مناطق المدارس العامة التي أغلقها فيروس كورونا، ما يسمح لهم باستخدام الأموال لإلحاق أطفالهم بالمدارس الخاصة أو الأبرشية.
هذا الاتجاه للتخطيط هو أحدث علامة على اعتراف مساعدي البيت الأبيض سراً بنتيجة الانتخابات ونقل السلطة في نهاية المطاف إلى الديمقراطيين، في الوقت الذي تستمر فيه حملة ترامب علناً في خوض معارك قانونية في عدد قليل من الولايات، حول عمليات فرز الأصوات، بناءً على مزاعم لا أساس لها حول تزوير أصوات الناخبين.
حتى وقت الانتخابات، لم يكن مساعدو ترامب قد وضعوا خططاً محددة لفترة البطة العرجاء، رغم أن الكثيرين كانوا على علم بأن الرئيس باراك أوباما استغل أشهره الأخيرة في منصبه لإنهاء مجموعة من اللوائح والأوامر التنفيذية. ولفعل ذلك كان الأمر يتطلب الاعتراف بفرصة خسارة الانتخابات، وهو موقف غير ترامبي بالتأكيد.
مساعدو ترامب يريدون ضمان بقاء السياسات المحافظة وآراء ترامب الشاذة بشأن الهجرة والتجارة لأطول فترة ممكنة، وفي داخل البيت الأبيض، مع استمرار تواجد ترامب، يقود ميدوز وكبير المستشارين جاريد كوشنر ومستشار البيت الأبيض بات سيبولوني المناقشات المختلفة حول صنع السياسات في اللحظة الأخيرة.
مناقشات البيت الأبيض تأتي في الوقت الذي يتصرف فيه ترامب وبعض مساعديه وكأنهم يبدأون فترة ولاية ثانية، رغم كشف بايدن عن موقع إلكتروني خاص بالفترة الانتقالية، وبدئه البحث عن موظفي البيت الأبيض المحتملين، وأعضاء مجلس الوزراء، وإعلانه عن فرق من المساعدين والمتطوعين الذين سيعملون داخل الوكالات بمجرد بدء عملية الانتقال الرسمية.
بالإضافة إلى إصدار الأوامر والإجراءات التنفيذية، تشمل خطط ترامب للأسابيع العديدة المقبلة إقالة مسؤولي الحكومة الذين أغضبوه أو رفضوا اتباع خطته في التحقيقات. وفي الأسابيع المقبلة، قد يقيل ترامب أيضاً مديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي.
لطالما استغل الرؤساء من كلا الحزبين فترة البطة العرجاء لتدعيم أجندتهم وخلق الصداع للإدارة المقبلة. ففي عام 2008، مع اقتراب إدارة الرئيس جورج بوش الابن من نهايتها، أنهت الحكومة الفيدرالية عدد 105 من اللوائح. وفي عام 2016، تحركت إدارة أوباما لإكمال 127 لائحة، وفقاً لبيانات من مركز الدراسات التنظيمية بجامعة جورج واشنطن.