حذر المغرب، الخميس 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، من تداعيات عرقلة جبهة "البوليساريو" للمرور في معبر "الكركرات" بين المملكة وموريتانيا، فيما قالت الأخيرة إنها تعمل على حل الأزمة بأسرع وقت وبأقل تكلفة، بينما اتهمت جبهة "البوليساريو" الرباط بـ"التصعيد".
يعتبر "الكركرات" الممر الاقتصادي الرئيسي بين البلدين، ويغلقه منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، محتجون صحراويون، موالون لـ"البوليساريو"، التي تنازع المغرب السيادة على إقليم الصحراء.
المغرب يتهم البوليساريو: إذ نقلت وكالة المغرب العربي للأنبباء الرسمية عن دبلوماسي مغربي، لم تكشف اسمه، تنديد المغرب بـ"عرقلة معبر الكركرات من قبل انفصاليي البوليساريو، وأعمال تخريب الطريق الرابطة بين المراكز الحدودية المغربية والموريتانية، واستفزاز أفراد القوات المسلحة الملكية (الجيش)".
كما شدد على أن هذه التحركات "تشكل انتهاكاً صارخاً" لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، محذراً من أنها "تهدد بشكل خطير استدامة وقف إطلاق النار".
الدبلوماسي المغربي تابع أن الأمر يتعلق أيضاً بتحدٍّ صريح للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي دعا في ثلاث مناسبات إلى الحفاظ على حرية التنقل المدني والتجاري في المنطقة العازلة.
فيما شدد على أن "المغرب لن يقبل بتغيير وضع المنطقة"، و"يجعل المجتمع الدولي شاهداً على مسؤولية البوليساريو، المدعومة من طرف الجزائر".
وتصر الرباط على أحقيتها بالإقليم، وتقترح حكماً ذاتياً موسعاً تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" باستفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي لاجئين من الإقليم.
"البوليساريو" تهدد بعودة الحرب: من جهته، أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن وعضو المكتب الدائم للأمانة الوطنية وزير الأمن والتوثيق في البوليساريو، عبدالله لحبيب البلال، أن التصعيد العسكري الخطير للمغرب بالقرب من الكركرات، "يهدد المنطقة بالانفجار في أي لحظة"، مشدداً على أن "تخطِّي القوات المغربية لجدار الرملي يعني العودة إلى الحرب".
كما أوضح الوزير الصحراوي في لقاء مع وكالة الأنباء الجزائرية أن المغرب أرسل في الأيام الأخيرة إلى منطقة الكركرات تعزيزات عسكرية و جرافات، لإقامة الأحزمة الرملية ما يهدد المنطقة بالانفجار في أي لحظة، والعودة إلى المربع الأول، أي "استئناف الحرب من جديد".
وساطة موريتانية: في موريتانيا، قال المتحدث باسم الحكومة، سيدي ولد سالم، خلال مؤتمر صحفي في وقت متأخر الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني، إن الأزمة في الكركرات تتعلق بمنطقة منزوعة السلاح ونزاع قديم "لسنا طرفاً فيه".
كما أضاف: "طبعا معنيون به بوصفنا جيراناً للأطراف، وستعمل الدبلوماسية الموريتانية على حل المشكلة في أسرع وقت وبأقل كلفة للمنطقة".
إذ أجرى وزير الخارجية الموريتاني، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء الأربعاء، اتصالاً مع غوتيريش، بحث خلاله "الأوضاع المتوترة في شريط الكركرات قرب الحدود الشمالية لموريتانيا"، وفق وكالة الأنباء الموريتانية.
فيما ذكرت الوكالة أن الطرفين تحدثا عن "خطورة الوضع القائم والتخوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف".
غوتيريش طلب من موريتانيا أن تلعب "دورها الإيجابي والمعترف به من كل الأطراف لحلحلة الأزمة"، فيما قال ولد الشيخ أحمد إن هذه الجهود قائمة بكثافة منذ أيام، بحسب الوكالة.
الاتحاد الإفريقي يدعو للتهدئة: دعا سيريل رامافوسا، رئيس جنوب إفريقيا، اليوم الخميس، المغرب وجبهة البوليساريو إلى "الهدوء وتخفيف حدة التوتر في معبر الكركرات الحدودي".
كما طالب رامافوسا الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي حالياً، في تصريح صحفي رسمي، المغرب وجبهة البوليساريو بـ"العودة إلى طاولة المفاوضات"، وشدد على "ضرورة التمسك بخطة التسوية التي تنص على احترام وقف إطلاق النار".
ودعت جنوب إفريقيا، وهي ثاني أكبر داعم لجبهة البوليساريو بعد الجزائر، الأمين العام للأمم المتحدة إلى "تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء على وجه السرعة، لمعالجة جميع الأسباب الكامنة وراء التوترات والمساعدة في إيجاد سلام دائم في تلك المنطقة".