أعلنت وزارة الدفاع الروسية، فجر الثلاثاء 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، توجه قوات حفظ سلام تابعة لها للانتشار في مناطق التماس بين قوات أذربيجان وأرمينيا في قره باغ، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقفاً لإطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا على كامل خطوط الجبهة في قره باغ، اعتباراً من منتصف ليل الإثنين-الثلاثاء.
بيان الدفاع الروسية: الدفاع الروسية قالت في بيانها إنّ هذه الخطوة تأتي بناء على الاتفاق الموقع بين أذربيجان وأرمينيا، والذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ ذكر البيان أنّ قوات حفظ السلام الروسية غادرت مطار أوليانوفسك (غرب)، على متن طائرات شحن روسية من طراز إيل-76.
فيما أشارت الوزارة إلى أنّ قوات حفظ السلام تتألف من 1960 جندياً، و90 مدرعة، و380 مركبة، وأوضحت أنّ قوات حفظ السلام التابعة لها ستنشئ نقاط مراقبة على طول خط التماس في قره باغ وممر لاتشين، لمراقبة التزام الطرفين الأذربيجاني والأرميني بوقف إطلاق النار.
وقف إطلاق النار: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن وقفاً لإطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا على كامل خطوط الجبهة في قره باغ، إذ كشف الرئيس الروسي في حديث متلفز فجر الثلاثاء، عن موافقة باكو ويريفان على بيان مشترك بخصوص مسألة قره باغ، ينص على بقاء القوات التابعة لكلا البلدين في مناطق السيطرة الحالية لها.
أكد بوتين أنّ الخطوة القادمة ستكون عودة النازحين المهجرين من قره باغ والمناطق المحيطة بها، برعاية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وأشار إلى إزالة كافة المعوقات أمام المواصلات في المنطقة، بإشراف وحدات أمن الحدود الروسية.
بوتين قال كذلك إن الاتفاقات التي تم التوصل إليها تؤسس لأرضية عادلة لحل شامل ومستدام لمسألة قره باغ، وتهيئ الظروف من أجل مصلحة الشعبين الأذربيجاني و الأرميني.
فيما أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أنّ الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، وأن الانتصارات التي حققها جيشها أجبرت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مكرهاً على قبول الاتفاق.
وبيّن علييف أن الاتفاق ينص على استعادة بلاده السيطرة على 3 محافظات تحتلها أرمينيا، خلال فترة زمنية محددة، وهي كلبجار حتى 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وأغدام حتى 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وبدوره علق باشينيان على الاتفاق بقوله: "لم يكن لدي خيار إلا التوقيع عليه" و"القرار الذي اتخذته يستند لتقييم أشخاص على علم بالواقع العسكري على الأرض".
نزاع قرة باغ: منذ 27 سبتمبر/أيلول الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دماراً كبيراً بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
تحتل أرمينيا منذ عام 1992 نحو 20% من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".
أدى إعلان قره باغ انفصالها عن أذربيجان إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينيات، أودت بحياة نحو 30 ألف شخص، ولم يعترف المجتمع الدولي ولا حتى أرمينيا باستقلال الإقليم.