ظهر رودي جولياني، محامي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، السبت 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لحظة تلقيه أخبار وسائل الإعلام الأمريكية بإعلانها هزيمة جو بايدن لترامب، مبدياً ردة فعل غريبة، زادت من الجدل الذي أثير حول المكان الذي عُقد فيه المؤتمر.
كان جولياني يتحدث في مؤتمر أمام صحفيين، مردداً مزاعم الرئيس ترامب حول تزوير الانتخابات، والتزييف في عدّ الأصوات، وبينما كان يتحدث أعلنت وسائل الإعلام الأمريكية هزيمة ترامب، ليقوم أحد الصحفيين بإخباره بأن بايدن قد فاز.
جولياني سأل قائلاً: مَن الذي أعلن ذلك؟ ليأتيه الجواب بأن الشبكات التلفزيونية هي من أعلنت ذلك، ليقوم بعدها برفع يديه للسماء ويصرخ ساخراً: "كم هذا رائع، جميع الشبكات؟! علينا أن ننسى القانون، القضاء لا يحتسب، جميع الشبكات! جميع الشبكات، جميع الشبكات قالت إن بايدن سيفوز بفارق 100%".
أضاف جولياني مهاجماً المُعلنين عن فوز بايدن وهزيمة ترامب: "لا تكونوا سخفاء، الشبكات ليست هي من تقرر الانتخابات، بل المحاكم هي من تفعل".
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي قوبلت ردة فعل جولياني بالسخرية من أنصار الرئيس بايدن، بحسب وسائل إعلام أمريكية، وكان جولياني قد تعرَّض لانتقادات أيضاً بسبب ترديده مزاعمَ الرئيس من دون دليل على حدوث تزوير في الانتخابات.
خطأ كبير لترامب: وجاءت ردة فعل جولياني لتزيد من الجدل الذي رافق عقد المؤتمر، إذ أدى خطأ ارتكبه الرئيس ترامب في تحديد مكان المؤتمر إلى السخرية منه ومن فريق حملته الانتخابية، وفقاً لما ذكرته مجلة Slate، السبت 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
المجلة قالت إنه قبل وقت قصير من إعلان وكالة Associated Press وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية عن انتخاب بايدن رئيساً جديداً للولايات المتحدة، كان ترامب قد توجّه إلى تويتر للإعلان عن أن محاميه سيعقدون "مؤتمراً صحفياً مهماً" في فيلادلفيا.
غير أن إعلان ترامب انطوى على ما يبدو على التباس كبير بشأن مكان عقد تلك الفعالية، فقد كتب ترامب في تغريدته أولاً أن المؤتمر سيُعقد في "فور سيزونز Four Seasons، فيلادلفيا"، قبل أن يعدل هو بنفسه الموقع في وقت لاحق ويقول إن المؤتمر الصحفي سيُعقد في مكان يتبع شركةً لتنسيق المواقع تُدعى "فور سيزونز توتال لاندسكيبينج" Four Seasons Total Landscaping.
من جانبها، فإن إدارة فندق فور سيزونز Four Seasons Hotel نشرت تغريدة خاصة بها، للتثبّت من أن الجميع يعلم أن المؤتمر الصحفي لن يُعقد في مبنى تابع للفندق، وأن الشركة العاملة في مجال تنسيق المواقع والحدائق التي أشار إليها ترامب كموقع للمؤتمر الصحفي "لا علاقة لها بالفندق".
ومع ذلك، فعندما وصل المراسلون والصحفيون إلى موقع المؤتمر الصحفي، أذهلتهم المفاجأة التي حملها المكان، وتوقع كثيرون منهم على الفور أن شخصاً ما في حملة ترامب قد ارتكب خطأً فادحاً بإعلان هذا المكان.
فأقل ما في الأمر، أن الموقع كان عبارة عن موقف السيارات الخاص بشركة تعمل في مجال تنسيق الحدائق، وتقع في إحدى ضواحي المدينة على أطراف منطقة صناعية منها.
لم يقتصر الأمر على ذلك، فقد تبيّن للمراسلين بعد النظر حولها أن موقع الشركة يقع بين متجر لبيع المنتجات الجنسية ومركز لحرق جثامين الموتى.
وكانت النتيجة بالطبع سخريةً واسعة النطاق عبر الإنترنت، فيما كان كثير من الناس سعداء جداً بكون المشهد برمته مناسباً للسخرية، حتى إن بعضهم اعتبره مشهداً مجازياً لاذعاً، يرمز لفشل حملة ترامب وخسارته هو للانتخابات.