دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 الإدارة الأمريكية المقبلة إلى التعلم من تجربة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب في التعامل مع الجمهورية الإسلامية، مشدداً على أن سياسة فرض العقوبات لن تحقق أهدافها.
حيث سبق أن اعتمد ترامب الذي يبدو قريباً من خسارة الانتخابات الرئاسية لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن، سياسة "ضغوط قصوى" حيال إيران، لا سيما منذ انسحابه الأحادي من الاتفاق حول برنامجها النووي عام 2018، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية قاسية عليها وفق تقرير وكالة فرانس برس يوم السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
تجربة سابقة مع إيران: وقال روحاني في خطاب متلفز "نأمل أن تكون تجربة الأعوام الثلاثة درساً للإدارة الأمريكية المقبلة لاحترام القانون والقواعد والعودة إلى التزاماتها، وأن يكافأ شعب إيران العزيز أيضاً على صبره ومقاومته".
في حين تابع الرئيس الإيراني الذي أبرِم الاتفاق النووي في عهده عام 2015 "لقد واجه شعبنا الإرهاب الاقتصادي على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وأظهر مقاومة وصبراً لا مثيل لهما. قرار بلادنا كان واضحاً دائماً، أياً كان الوضع: أمتنا ستواصل المقاومة والصبر إلى أن ينحني الطرف الآخر أمام القوانين والقواعد".
كذلك أبدى روحاني أمله في أن "يدرك أولئك الذين يفرضون العقوبات، أن مسارهم كان خاطئاً، وأنهم لن يحققوا أهدافهم بأي شكل من الأشكال".
لا تفاضل بين ترامب وبايدن: وسبق لعدد من المسؤولين التأكيد أن إيران لا تفاضل بين ترامب وبايدن، وستراقب أفعال أي إدارة أمريكية مقبلة لا اسم رئيسها، معتبرين أن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي يجب أن تقترن بالتعويض عن الأضرار التي تسبب بها انسحابه منه، وتوفير "ضمانات" بعدم تكرار خطوة كهذه.
كذلك فقد سبق لبايدن أن أبدى خلال حملته الانتخابية، نيته خوض "مسار موثوق به للعودة إلى الدبلوماسية" مع إيران في حال فوزه بالرئاسة، وإمكان العودة للاتفاق النووي معها.
كما أعرب المرشح الديمقراطي الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما لدى إبرام الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران قبل خمسة أعوام، الجمعة عن ثقته بالفوز في الانتخابات، من دون أن يعلن النصر بعد. ويتقدم بايدن على ترامب في فرز الأصوات في عدد من الولايات الحاسمة.
سياسة الضغط القصوى: وفي مقالة نشرت السبت في صحيفة "إيران" الحكومية، اعتبر المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي أن سياسة "الضغوط القصوى" لم تحقق غايتها.
حيث كتب "اليوم سياسة الضغوط القصوى بلغت نهايتها"، و"على عكس توقعات ترامب"، لم تؤد إلى "انهيار" إيران. ورأى أنه في "إمكان الولايات المتحدة أن تعود لسياسة منطقية وتبعد نفسها عن السياسات الراهنة للبيت الأبيض العدائية والمناهضة للشعوب. هذا المسار سيكون مفيداً أيضاً للسلام العالمي والأمن وسكان هذه المنطقة".
كما اعتبر ربيعي أنه يمكن للرئيس الأمريكي المقبل "مع تغيير في السياسة، أن يحاول تفكيك الهيكلية التي أنشأها ترامب بتزامنٍ بين (شنّ) حرب ضد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، ومعيشة الإيرانيين ورفاههم".
في المقابل احتلت الانتخابات التي لم تحسم نتيجتها بعد، صدارة الصفحات الأولى لعدد من الصحف الإيرانية السبت. وكتبت صحيفة "كيهان" المحافظة بالعنوان العريض "أمريكا الرائعة!"، معتبرة أن "البلاد التي تعد نفسها نموذجاً عالمياً للديمقراطية، دخلت في مرحلة من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي".
من جهتها، اختارت "آفتاب يزد" عنوان "عالم بدون ترامب" لصدر صفحتها الأولى، متوقعة أن يشهد مفاجآت أقل في السياسة الخارجية، والأمور ستكون قابلة للتوقع أكثر على حد قول الصحيفة.